F يـف ص ص ق ميلعتلا معد - Global Campaign For Education Big... · 2009. 4. 1. ·...

26
نيالكة را اF مندييل�سون نو كويلو باولF ت�شي �أدياماند� نغوزي ت�شم كوماريفلي ديF إ�سماعيل بيه ا مايكل موربورغوF ا بلو ريت�ساردز داكوت نايدو بيفرF ليامز روان ويزموند توتوطران د ا�ص فـي ق�صتعليم دعم الين.ة الكث حياب الذي غلكتاليم بو�ضع هذا التعية للعاملة امت ا قا ؤثرة ترويضخ�ضيات موألفها �ة التي اوعة من الق�ض�ص الق�ضجمذه ا اإن هم.ّ تعللئك الذين حرموا فر�ضة الل اأوتعليم ون�ضا الروعة عن ال غايةً ق�ض�ضا ميععد اأن ت�ضانك اك ايته نه بة ا�ضمك وبكتالكتاب بقراءتك لهذا اتعليم.ى فر�ضة ال عل�ضول اwww.campaignforeducation.org/bigread ÜGƒHC’G GƒëàaG ,ÖàμdG GƒëàaG

Transcript of F يـف ص ص ق ميلعتلا معد - Global Campaign For Education Big... · 2009. 4. 1. ·...

  • نيل�سون منديال F امللكة رانيا ت�شماماند� نغوزي �أديت�شي F باولو كويلو

    اإ�سماعيل بيه F ديفلي كوماري داكوتا بلو ريت�ساردز F مايكل موربورغو

    روان ويليامز F بيفريل نايدواملطران دزموند توتو

    ق�ص�ص فـي

    دعم التعليم

    الكثريين. حياة غري الذي الكتاب هذا بو�ضع للتعليم العاملية احلملة قامت

    اإن هذه املجموعة من الق�ض�ص الق�ضرية التي األفها �ضخ�ضيات موؤثرة تروي

    ق�ض�ضًا غاية يف الروعة عن التعليم ون�ضال اأولئك الذين حرموا فر�ضة التعّلم.

    بقراءتك لهذا الكتاب وبكتابة ا�ضمك يف نهايته ميكنك اأن ت�ضاعد اجلميع يف

    احل�ضول على فر�ضة التعليم.

    www.campaignforeducation.org/bigread

    ÜGƒHC’G GƒëàaG ,ÖàµdG GƒëàaG

  • »KQÉ«JÉ°S ¢TÓjÉc

    ´Rƒ«°S å«M .⁄É©dG ∫ƒM øe ¢SÉædG ∑QÉ°ûJ ∂fEÉa "¿hDhô≤j QÉѵdG" ‘ ∂àcQÉ°ûà .ó∏H 100 øe ÌcCG ‘ ÜÉàµdG Gòg

    .ÊhεdE’G ™bƒŸG øY ¬∏jõæJ øµÁ hCG ,âfÎfE’G ≈∏Y ¬°ùØf ÜÉàµdG Gòg IAGôb ∂æµÁh

    ‘ QƒeC’G Ò°ùJ ∞«c ∫ƒM äÉãjó– ≈∏Y ∫ƒ°üë∏d ™bƒŸG ‘ π«é°ùàdGh ∫ƒNódG ∂æµÁh

    www.campaignforeducation.org/bigread :"¿hDhô≤j QÉѵdG"

    º«∏©à∏d á«ŸÉ©dG á∏ªë∏d »ŸÉ©dG πª©dG ´ƒÑ°SCG ∫ÓN "¿hDhô≤j QÉѵdG" äÉ«dÉ©a …ôéà°S IOÉb ¤EG ܃àµe º°SG πc ™e ÜÉàµdG Gòg º«∏°ùJ ºà«°Sh .(2009 πjôHCG/¿É°ù«f 26 – 20)

    .2009 ƒjÉe/QÉjCG 8 πÑb ∂ª°SG ∞«°†J ¿CG ¢UôMG .IóëàŸG ·C’Gh ⁄É©dG

    :"¿hDhô≤j QÉѵdG" øe kGAõL ¿ƒµJ ¿CG øµÁ ∞«cÜÉàµdG Gòg øe á°ü≤d ™ªà°SG hCG CGôbEG.1

    IÒNC’G áëØ°üdG ≈∏Y ∂ª°SG ÖàcG.2

    ∂àeƒµM ¤EG IÒNC’G áëØ°üdG ≈∏Y IOƒLƒŸG ádÉ°SôdÉH å©HG.3

    ∂àcQÉ°ûe ÖÑ°S øY ÉfÈNCG.4

    (ÜÉàµdG Gòg ôNBG ‘ Aõ÷G ΩGóîà°SÉH hCG âfÎfE’G ≈∏Y ÉeEG)

    ,ÇQÉ≤dG …õjõY

    ™«£à°ùj ’ ⁄É©dG ∫ƒM ¢UÉî°TCG á°ùªN πc ÚH øe kGóMGh ¿EG

    .IAGô≤dG ƒgh ’CG ,¿B’G ¬H âfCG Ωƒ≤J Éà ΩÉ«≤dG

    øe ÌcCG kÉ°Uôa ¿ƒJ qƒØj q»eCG ¢üî°T QÉ«∏e ÜQÉ≤j Ée ∂dÉæg

    ≈∏Y ∫ƒ°ü◊G á°Uôa ¿ƒJ qƒØj º¡a .™FGôdG ÜÉàµdG Gòg IAGôb Oô›

    .AGô≤a ¿ƒ≤Ñ«°S ⁄É©dG ‘ kGô≤a ¢SÉædG ÌcCG ¿CÉH »æ©j Gògh -º«∏©àdG

    iô°SCG ¿ƒ≤Ñ«°S º¡fEÉa áHÉàµdG hCG IAGô≤dG ≈∏Y øjQOÉb ÒZ º¡fCG ÉÃh

    ájÉYQh ¢û«©dG πLCG øe ìÉص∏d Ghô£°†«°Sh º¡JÉ«M ∫GƒW ô≤Ø∏d

    º¶©eh .¢SQGóŸG ‘ º¡FÉæHCG º«∏©Jh º¡JÓFÉY ΩÉ©WEGh ºgô°SoCG

    .AÉ°ùædG øe ºg A’ Dƒg

    Gƒ¶ëj ¿CÉH ™«ªé∏d øµÁ .É¡MÓ°UEG øµÁ ᣫ°ùH á≤«≤M É¡fEG

    íæ“ ¿CÉH äóYh kÉÑjô≤J äÉeƒµ◊G πµa .º«∏©à∏d á°Uôa ≈∏Y

    ≈àM .2015 ΩÉY ∫ƒ∏M Üô≤H IOƒL GP kÉ«fÉ› kɪ«∏©J É¡«æWGƒe

    ¿EÉa ,∞°SC’G ™eh ,øµdh .∂dP ≥«≤– á«Ø«c ≈∏Y â≤ØJG É¡fCGh

    äGQɪãà°S’G óMCG kÉ°†jCG ¬æµdh q≥M Oô› ¢ù«d º«∏©àdG ¿EG .¿B’G OƒYƒdG ∂∏J ¢†≤æj ¢†©ÑdG

    .É¡H Ωƒ≤J ¿CÉH áeƒµM …C’ øµÁ »àdGh áØ∏µJ πbC’G

    AGƒ°S .ÜÉàµdG Gòg ‘ á©FGôdG ¢ü°ü≤dG ™«ªL hCG IóMGh IAGô≤H Gƒ©àªà°ùJ ¿CÉH πeCÉf

    IÒ°ü≤dG ¢ü°ü≤dG âfÉc ΩCG ,É«≤jôaEG ܃æL ‘ º«∏©àdG ᫪gCG ∫ƒM ÓjófÉe ÜÉ£N ¿Éc

    ≈∏Y IõFÉ◊G á«FGhôdG É¡àÑàc »àdG ÉeEG ’¿hDhô≤j QÉѵdG‘ á∏ªM πLCG øe kÉ°ü«°üN âÑà oc »àdG RôHCG »gh É«fGQ áµ∏ŸG É¡àÑàc »àdG ∂∏J hCG ’»°ûàjOCG …Rƒ¨fG GófÉeɪ«°ûJ‘ áHÉàµdG ‘ õFGƒL

    .™«ªé∏d Ée A»°T ∂dÉæ¡a ,CGô≤à°S Ée ¿Éc kÉ qjCG ,º«∏©àdG …ójDƒe

    ±Ó¨dG ≈∏Y ∂ª°SG áHÉàµH Ωƒ≤J ¿CG ∂æe ƒLôf ,IAGô≤dG øe â«¡àfG ¿CG OôéÃh

    á≤jô£dG √ò¡Hh .¬JAGôb ¿ƒ©«£à°ùj ’ øjòdG ÚjÓŸG πLCG øe ∂dPh ÜÉàµdG Gò¡d »Ø∏ÿG

    ™«ª÷G iód ¿ƒµJ ¿CÉH ¿ƒÑdÉ£j øjòdG øjôNB’G ÚjÓŸG Aɪ°SCG ¤EG ∂ª°SG âØ°VCG ób ¿ƒµJ

    .º«∏©àdG ‘ á°Uôa

    iód IÉ«◊G ióe ôªà°ùŸG º«∏©àdGh á«eC’G ƒëŸ á∏ªM qø°ûH ΩÉ©dG Gòg ‘ Ωƒ≤f øëf

    ¿CÉH º¡ÑdÉ£fh ⁄É©dG ∫ƒM IOÉ≤dG ¤EG Aɪ°SC’G áªFÉb ∫É°üjEG ≈∏Y πª©æ°Sh .QÉѵdGh ÜÉÑ°ûdG

    ≈∏Y ∫ƒ°üë∏d ™«ª÷G Úµ“ πLCG øe áë«ë°üdG É¡©°VGƒe ‘ πjƒªàdGh äÉ°SÉ«°ùdG Gƒ©°†j

    .áeOÉb ∫É«LC’ Éæ∏Ñ≤à°ùeh Éfô°VÉM áZÉ«°üH Ωƒ≤f »c ∂dPh º«∏©àdG

    .’™«ªé∏d º«∏©àdG‘ ƒëf á∏MôH kÉ©e Ωƒ≤f ¿B’G ÉfƒYO

    º«∏©à∏d á«ŸÉ©dG á∏ª◊G ¢ù«FQ F

  • ولدت داكوتا بلو ريت�ضارد يف لندن يف 11 ني�ضان/اأبريل 1994. ح�ضرت داكوتا يف املدر�ضة

    البتدائية ح�ض�ص الدراما يف نهاية الأ�ضبوع وكانت ت�ضتمتع بالتمثيل ولكنها اعتربتها

    هواية ولي�ضت مهنة.

    فيليب تاأليف قراأت داكوتا منذ نعومة اأظفارها �ضل�ضلة "His Dark Materials" من بوملان، واأحبت الكتب وخا�ضة �ضخ�ضية الفتاة املثرية لريا. وحينما �ضمعت باأن الكتب

    ت�ضور على �ضكل فيلم، اغتنمت فر�ضة جتربة الأداء وفازت بدور لريا بالكوا يف فيلم

    من للعديد ريت�ضارز تر�ضحت وقد ."The Golden Compass" البو�ضلة الذهبيةملوا�ضلة وتخطط ."Critic's Choice Award "اجلوائز مبا فيها جائزة خيار النقاد

    التمثيل، ولكنها تريد اأن تقرن ذلك بعملها كمعلمة بديلة.

    داكوتا بلو ريت�ساردز

    "�إد و�سديقه كا�سيدي"F كتبتها بالر�شوم التو�شيحية داكوتا بلو ريت�شاردز

    عيدان ح�ضرة هو العيدان "اإد" ح�ضرة مميز جدًا. هو بطول عود �ضغير ونا�ضح

    كعود �ضغير و... "اإد" ي�ضتطيع التحدث.

    هذا هو "اإد" يحب "اإد" اأن ي�ضاهد الأطفال عبر نافذة

    المدر�ضة وهكذا عّلم نف�ضه القراءة

    والكتابة. يحب "اإد" قراءة الكتب وتعلم "Hobbit" الأ�ضياء. وكتابه المف�ضل هو

    للموؤلف جيه اآر اآر تولكين.

    اأكبر طموح لـ"اإد" هو اأن يذهب اإلى المدر�ضة، ولكن ل�ضوء الحظ، ل توجد مدار�ص لح�ضرات

    العيدان. وهذه هي الق�ضة التي تروي كيف

    حقق "اإد" حلمه. في اأحد الأيام، قرر "اإد" اأن يقوم باحتجاج،

    فعمل بجد و�ضمم لفتة. ثم ذهب ليقف

    خارج المدر�ضة.

    ولكن يبدو اأنه ل اأحد لحظ وجوده هناك.

    وكاد بع�ص النا�ص اأن ي�ضحقوه باأقدامهم.

    فقرر "اإد" اأنها لم تكن فكرة جيدة اأن يحتج وحده. فقام بعمل لفتة اأخرى لالإعالن عن

    حملته. وكتب عليها:

    من حق ح�ضرات العيدان اأن تذهب اإلى

    المدر�ضة اأي�ضًا!

    التجمع – هنا ال�ضاعة الرابعة اليوم

    وانتظر "اإد" ولكن لم ياأِت اأحد، وحينما

  • الآن وبعد اأن قراأت ما �صبق، امنح �صخ�صًا اآخر الفر�صة

    F اكتب ا�صمك من اأجل اأولئك الذين ال ي�صتطيعونwww.campaignforeducation.org/bigread

    )اإن مل ت�ضتطع الدخول اإىل املوقع الإلكرتوين، ا�ضتخدم ال�ضفحة املوجودة يف اآخر الكتاب(

    هّم بالعودة اإلى البيت، �ضمع �ضوتًا من

    خلفه. "مرحبًا" قال الولد. ف�ضاأله "اإد" )بكل اأمل(: "هل جئت اإلى هنا من اأجل

    الجتماع؟" فاأجاب الولد مبت�ضمًا: "نعم، ا�ضمي كا�ضيدي".

    ومنذ تلك اللحظة، اأ�ضبح "اإد" و"كا�ضيدي" �ضديقان عزيزان. وا�ضتمتعا

    كثيرًا برفقة بع�ضهما بع�ضًا. ولعبا كرة

    القدم في المتنزه. ولعبا لعبة "اإح�ضار الع�ضا" مع الكلب )على الرغم من اأن

    اللعبة اأثارت ع�ضبية "اإد" بع�ص ال�ضيء(. ولعبا لعبة الختباء اأو "ال�ضتغماية" )وكانت هذه لعبة "اإد" المف�ضلة(.

    قراأ "اإد" و"كا�ضيدي" الكتب معًا... وقاما بالطبع بالحتجاج خارج المدر�ضة معًا.

    ولكن المعلم كان دائمًا يجبر "كا�ضيدي" على الدخول وكان ي�ضطر اإلى ترك "اإد"

    يحتج وحيدًا.

    وفي النهاية، قرر "اإد" و"كا�ضيدي" اأن الحتجاج خارج المدر�ضة لم يكن كافيًا.

    فذهبا لروؤية الملكة.

    قالت الملكة: "اأنا اأوافق تمامًا. يجب اأن ُي�ضَمح للجميع بالذهاب اإلى المدر�ضة". وبعد ذلك تحّدثت مع اأ�ضخا�ص مهمين

    جدًا وقامت بترتيبات في غاية الأهمية.

    والآن يذهب "اإد" اإلى المدر�ضة كل يوم ويتعلم اأ�ضياء جديدة كثيرة.

    ولكن اأهم �ضيء تعلمه "اإد" هو اأننا اإذا عملنا معًا ن�ضتطيع اأن نغير العالم.

    الم�ضكلة الوحيدة التي تواجه "اإد" الآن هو اأن المعلمة ل ت�ضدقه حينما يخبرها

    باأن الكلب اأكل واجبه!

  • ت�شيماماند� جنوزي �أديت�شي

    مل يرغمن قط على عدم فعل ذلك. يقولون اإنه يدللني كثريًا، واأنني كنت املف�ضلة لديه، حتى اأن بع�ص اأقاربنا

    يقولون اإن اأبي هو ال�ضبب يف عدم زواجي حتى الآن.

    على اأية حال، يف ذلك ال�ضباح الذي �ضهد رياح الهارمتان اجلافة، ارتفع ال�ضوت اأكرث. وكانت الن�ضاء

    يرك�ضن مع اأطفالهن. اأردت اأن اأهرب معهن ولكن رجالي خانتاين. مل تكن تلك املرة الأوىل، فقد �ضمعت تلك

    الأ�ضوات، كان ذلك بالطبع بعد دخول احلرب عامها الثاين وكان والداي قد لقيا حتفهما يف خميم لالجئني يف

    اأوكي وماتت عمتي يف اأوكيجا ومات جدي وجدتي واأبناء عمتي يف اأباغانا حينما ُق�ضف �ضوق اإنكوو، وكان ذلك

    نف�ص الق�ضف الذي ن�ضف �ضقف منزل والدي والذي جنوت منه باأعجوبة. لذا بحلول ذلك ال�ضباح، ال�ضباح

    الذي �ضهد رياح الهارمتان اجلافة، كنت قد �ضمعت تلك الأ�ضوات من قبل.

    بوووم! �ضعرت برجة خفيفة بالأر�ص التي كنت اأقف عليها. ومع هذا مل اأ�ضتطع اأن اأ�ضتجمع قواي لأهرب.

    كان ال�ضوت مرتفعًا جدًا اإىل درجة اأنه جعل را�ضي يخفق و�ضعرت كاأن اأحدًا ي�ضكب الق�ضرت )الك�ضرتد(

    ال�ضاخن يف اأذناي.ثم راأيت ثقوبًا �ضخمة تنفجر على الأر�ص بالقرب مني. و�ضاهدت دخانًا و�ضظايا متطايرة

    من اخل�ضب والزجاج واملعدن. وراأيت الغبار يت�ضاعد. ول اأذكر غري ذلك الكثري. كان بداخلي �ضيء منهك

    جدًا لدرجة اأنني متنيت لب�ضعة دقائق اأن جتلب القنابل الراحة يل. ول اأعرف تفا�ضيل ما فعلته – اإذا كنت قد جل�ضت اأو اختباأت يف املزرعة اأو التزمت الأر�ص. ولكن حينما توقف الق�ضف اأخريًا، نزلت اإىل ال�ضارع

    نحو احل�ضد الذي جتمع حول امل�ضابني واإذا بي اأجنذب نحو فتاة على الأر�ص. لعلها يف اخلام�ضة ع�ضر من

    عمرها. كانت ذراعاها خم�ضبتني بالدماء. مل يكن املجال منا�ضبًا للدعابة ولكن حينما نظرت اإليها بذراعني

    مم�ضوختني بدت اأ�ضبه بي�ضروعة. ملاذا اأخذت الفتاة اإىل غرفتي؟ ل اأعرف. وقعت انفجارات كثرية قبل ذلك

    – كنا يف اأوموهيا وتلقينا معظم الق�ضف لأننا كنا يف العا�ضمة. وعلى الرغم من م�ضاعدتي للجرحى اإل اأنني مل اآخذ اأيًا منهم اإىل غرفتي. ولكنني اأخذت هذه الفتاة اإىل غرفتي. كان ا�ضمها "ت�ضاينا�ضا".

    )F_

    اعتنيت بت�ضاينا�ضا لأ�ضابيع. و�ضنع لها مالك املنزل عكازين من اخل�ضب القدمي وحتى الن�ضاء اللواتي

    كن مي�ضني بالنميمة اأح�ضرن لها هدايا من الـ"اأوكباكا" اأو البطاط�ص امل�ضوية. كانت نحيلة اجل�ضم وبدت اأ�ضغر من عمرها كما كان حال معظم الأطفال خالل احلرب. ولكن كان لها طريقتها بالنظر اإىل عينيك

    مبا�ضرة، كانت نظرتها مبا�ضرة ولكنها ل تنم عن قلة اأدب، وجعلها ذلك تبدو اأكرب بكثري من عمرها. كانت

    تتظاهر باأنها ل تتاأمل حينما كنت اأنظف جراحها مبحلج قطن من �ضنع البيت، ولكنني راأيت الدموع يف

    عينيها، واأنا كذلك حاولت اأن اأكفكف دموعي لأن هذه الفتاة التي تقرتب من عتبة الأنوثة قد كربت ب�ضرعة

    كبرية ب�ضبب احلرب. وقد �ضكرتني كثريًا، كثريًا جدًا. وقالت اإنها ل ت�ضرب حتى تتعافى ب�ضكل جيد لت�ضاعدين

    بالطهي والتنظيف. ويف امل�ضاء، بعد اأن كنت اأطعمها بع�ص الع�ضيدة، كنت اأجل�ص اإىل جانبها واأقراأ لها. كانت

    ذراعاها �ضاكنتني ومع�ضوبتني ولكن كان وجهها من اأكرث الوجوه تعبريًا، فكانت ت�ضحك وتبت�ضم وتعرب ب�ضكل

    �ضاخر بينما كنت اأقراأ لها يف �ضوء م�ضباح الكاز املتاأرجح. كنت قد فقدت الكثري من حاجياتي بينما كنت

    اأتنقل من بلدة اإىل اأخرى، ولكنني كنت دائمًا اأح�ضر بع�ص كتبي وحينما كنت اأقراأها لها كنت اأ�ضعر بنوع

    جديد من ال�ضعادة، لأنني كنت اأرى تلك الكتب تتجدد من خالل عيني ت�ضاينا�ضا. وبداأت تطرح اأ�ضئلة لتحاجج

    ما كانت بع�ص ال�ضخو�ص تفعله يف الق�ض�ص. وطرحت اأ�ضئلة عن احلرب. و�ضاألتني عن نف�ضي.

    ولدت ت�ضيماماندا جنوزي اأديت�ضي يف نيجرييا. وهي موؤلفة لروايتني "الكركديه Hur� وجائزة الكومنولث كتاب بجائزة فازت التي ،"Purple Hibiscus الأرجواين

    التي ،"Half of a Yellow Sun ورواية "ن�ضف �ضم�ص �ضفراء ،ston/Wright Legacyُر�ّضحت جلائزة "دائرة نقاد الكتاب الوطني National Book Critics Circle" وفازت

    بجائزة Orange لعام 2007. وقد ُن�ضر اأدب ت�ضيماماندا الق�ض�ضي يف جملتي "غرانتا" جامعة يف 2006/2005 و"ذا نيويوركر". وح�ضلت على منحة "Hodder" للعامني

    برين�ضتون وحتمل درجة املاج�ضتري يف الدرا�ضات الإفريقية من جامعة ييل.

    "تـ�ســايـنــا�ســا"كتبتها ت�شيماماند� جنوزي �أديت�شي

    لعل اأحداث هذه الق�ضة وقعت يف كانون الثاين/يناير. اأظنها كذلك لأن الرتبة كانت جافة وكانت رياح

    الهارمتان اجلافة قد �ضبغت جلدي والبيت والأ�ضجار بالغبار الأ�ضفر. ولكنني ل�ضت متاأكدة. اأعرف اأن هذا

    حدث يف 1968، ولكن رمبا يكون قد حدث يف كانون الأول/دي�ضمرب اأو �ضباط/فرباير؛ مل اأكن اأعرف التواريخ

    ب�ضكل موؤكد خالل احلرب. غري اأنني متاأكدة اأن الأحدث وقعت يف ال�ضباح – كانت ال�ضم�ص ما تزال دافئة، من النوع الذي ُيقال عنه اأنه ي�ضكل فيتامني دال على اجللد. حينما �ضمعت الأ�ضوات – اأ�ضوات النفجار املدوية!

    – كنت اأجل�ص على �ضرفة البيت الذي كنت اأتقا�ضمه مع عائلتني، وكنت اأقراأ ثانية ن�ضختي البالية من "الطفل الإفريقي" للموؤلف كامارا ليي. كان مالك املنزل رجاًل عرف اأبي قبل احلرب، وحينما و�ضلت بعد �ضقوط

    بلدتي، واأنا اأحمل حقيبتي البالية ومل يكن لدي ماأوى اأجلاأ اإليه، اأعطاين غرفة جمانية لأنه قال اإن اأبي عامله

    ب�ضكل جيد جدًا. وكانت الن�ضاء الأخريات يف البيت تنّم علي، فقلن اإنني كنت اأذهب اإىل غرفة مالك املنزل يف

    الليل، لذلك ال�ضبب مل اأكن اأدفع الإيجار. وكنت يف ذلك ال�ضباح اأجل�ص مع اإحدى تلك الن�ضاء اللواتي مي�ضني

    بالنميمة. وكانت جتل�ص على الدرجات احلجرية املت�ضققة تر�ضع طفلها. �ضاهدتها لوهلة، حيث بدا �ضدرها

    كحبة الربتقال املرتهلة التي مت ا�ضتخراج كامل ع�ضارتها وكنت اأت�ضاءل فيما اإذا كان الطفل ي�ضله اأي �ضيء

    على الإطالق.

    حينما �ضمعنا �ضوت الق�ضف، �ضمت طفلها وهرعت اإىل البيت لإح�ضار طفلها الآخر. �ضوت انفجار!

    كان اأ�ضبه بهزمي الرعد، من النوع الذي ينت�ضر يف ال�ضماء، ومن النوع الذي كان ُينذر بعا�ضفة رعدية. لوهلة،

    وقفت هناك وتخيلت اأنه كان رعدًا بالفعل. وتخيلت نف�ضي يف بيت اأبي قبل احلرب، يف باحة البيت، حتت

    �ضجرة الكا�ضو، اأنتظر املطر. كانت باحة اأبي مليئة بالأ�ضجار املثمرة التي كنت اأحب اأن اأت�ضلقها على الرغم

    من م�ضايقة اأبي يل بالقول اإنه لي�ص من املنا�ضب ل�ضابة اأن تفعل ذلك ورمبا يجعل ذلك بع�ص الرجال الذين

    يريدون اأن يح�ضروا له نبيذًا يغريوا راأيهم حينما يتناهى اإىل م�ضامعهم اأنني كنت اأت�ضرف كولد. ولكن والدي

  • اأخربتها عن والداي اللذين كانا عاقدا العزم على اأن اأتلقى تعليمًا واأر�ضالين اإىل كلية لتاأهيل املعلمني.

    واأخربتها كم ا�ضتمتعت بعملي كمعلمة يف اإنوغو قبل اأن ت�ضتعل احلرب وكم حزنت حينما اأغلقت مدر�ضتنا

    لت�ضبح خميمًا لالجئني. نظرت اإيل برتكيز كبري واأنا اأحتدث. ويف وقت لحق، بينما كانت تعلمني لعب

    الـ"نكوكولو" يف اإحدى الأم�ضيات، وبينما كانت تطلب من حتريك بع�ص الأحجار بني املربعات املر�ضومة على الأر�ص، طلبت مني اأن اأعلمها القراءة. فاجاأين ما قالت. مل يخطر ببايل قط اأنها مل تعرف القراءة. اأما الآن

    بعد اأن فكرت يف الأمر، مل يكن علي اأن اأكون متباهية كثريًا. كانت ق�ضتها ال�ضخ�ضية ماألوفة: كان والداها

    مزارعني من اأغولو وكانا يقتاتان على فتات الطعام ليتمكنا من اإر�ضال اأخويها اإىل مدر�ضة البعثة ولكنها بقيت

    يف البيت. لعل تاألقها وح�ضن انتباهها وذكاءها ال�ضديد يف طريقة م�ضاهدتها لكل �ضيء هو ما جعلني اأن�ضى

    حقيقة من اأين جاءت تلك الفتاة.

    بداأنا بالدرو�ص يف تلك الليلة. كانت تعرف الأبجدية لأنها كانت تنظر اإىل بع�ص كتب اأخيها، ومل اأ�ضتغرب

    �ضرعتها يف التعلم وكم عملت بجد. ويف الوقت الذي �ضمعنا فيه اإ�ضاعة مفادها اأن جرنالتنا على و�ضك

    ال�ضت�ضالم، بعد ب�ضعة اأ�ضهر، كانت ت�ضاينا�ضا تقراأ يل من كتابها املف�ضل "الطفل الإفريقي".)F_

    ويف اليوم الذي انتهت فيه احلرب، ان�ضممت اأنا وت�ضاينا�ضا اإىل الن�ضاء النّمامات واجلريان يف ال�ضارع.

    بكينا وغنينا و�ضحكنا ورق�ضنا. بالن�ضبة للن�ضاء اللواتي بكني، كانت دموعهن دموع الإرهاق والريبة وال�ضعور

    بالرتياح. كما كانت دموعي. ولكنني بكيت اأي�ضًا لأنني اأردت اأن اأ�ضطحب ت�ضاينا�ضا معي اإىل البيت اأو ما بقي

    منه يف اإنوغو. اأردتها اأن تكون مبثابة ابنتي التي لن اأجنبها اأبدًا، لت�ضاركني حياتي التي غدت فارغة ممن

    اأحبهم. ولكنها عانقتني ورف�ضت. اأرادت اأن تذهب لتعرف من بقي حيًا من اأقاربها. اأعطيتها عنواين يف اإنوغو

    وا�ضم املدر�ضة التي كنت اآمل اأن اأعود اإليها لأوا�ضل التدري�ص فيها. واأعطيتها كثريًا من النقود القليلة التي كنت

    اأملكها. وقالت يل "�ضاآتي لأراك قريبًا". ونظَرت اإيّل بنظرة عرفان مغرورقة بالدمع، و�ضممتها اإيل و�ضعرت باأن امل�ضتقبل �ضيكون حزينًا. �ضتجد اأن اأقاربها وحياتها �ضتحول دون حتقيقها لهذا الوعد الذي قطَعته بنية

    �ضادقة. اأما اأنا فقد عرفت اأنها لن تعود.

    )F_

    نحن الآن يف العام 2008، ويف �ضباح الأم�ص، ومل يكن ذلك ال�ضباح يختلف عما قبل اأربعني �ضنة، فتحت

    �ضحيفة "اجلارديان" يف غرفة املعي�ضة يف بيتي يف اإنوغو. وكنت قد عدت للتو من ريا�ضة امل�ضي ال�ضباحي – تقول �ضديقاتي اإن ريا�ضة امل�ضي التي اأمار�ضها كل يوم هي ال�ضبب وراء اأنني ل اأبدو كامراأة يف ال�ضبعينيات

    من عمرها – وكنت قد ملئت بالتفاوؤل الذي ياأتي مع ال�ضعور بالنتعا�ص وازدياد نب�ضات القلب بعد امل�ضي. كنت اأتابع اآخر الأخبار الوطنية حول قيام احلكومة بتعيني وزراء جدد، ولكنني كنت اأتابع الأخبار بفتور بعدما

    �ضاهدت البلد تتاأرجح من قيادة خرقاء اإىل اأخرى، فلم يعد يوجد الكثري لأهتم به. فتحت ال�ضحيفة لأجد خرب

    تعيني وزير التعليم، وكانت هذه احلقيبة الوزارية قد منحت لمراأة، وكانت تلك املقابلة الأوىل التي جتريها

    ال�ضحيفة معها. كنت �ضعيدة قلياًل: كنا بحاجة اإىل مزيد من الن�ضاء يف احلكومة وكانت نيجريا قد راأت مدى

    كفاءة وزيرة املالية الأخرية. وثم حطت عيناي على �ضورة وجه الوزيرة اجلديدة بالأبي�ص والأ�ضود والذي جاء

    يف ن�ضف �ضفحة، وقد �ضعقني اأن الوجه كان ماألوفًا لدي. حدقت يف الوجه وقبل اأن اأقراأ ال�ضم، عرفت اأنها

    كانت ت�ضاينا�ضا. طبعًا امتالأت وجنتاها اأكرث وغاب عن الوجه نظرة الرتباك التي كانت تعرتيه يف ال�ضباب

    ولكن مل يتغري فيه الكثري عدا عن ذلك.

    قراأُت املقابلة ب�ضكل �ضريع وكانت يداي ترجتفان قلياًل. كانت قد اأر�ِضلت اإىل خارج البلد ُبعيد احلرب مع

    واحدة من الوكالت الدولية العديدة التي �ضاعدت ال�ضباب الذين ت�ضرروا من احلرب. وكانت قد ح�ضلت على

    منح درا�ضية عديدة. وكانت متزوجة ولديها ثالثة اأطفال. كانت اأ�ضتاذة يف الأدب. ثم بداأت يداي بالهتزاز

    بقوة حينما قراأت عن بداية حبها للكتب: "كانت لدي عّرابة جّنية اأثناء احلرب،" كان ذلك كل ما قالته. نظرت اإىل وجهها طوياًل، وتخيلت احلياة التي خا�ضتها، وراودتني فكرة الت�ضال بها، واأدركت اأنني مل

    اأ�ضعر قط مبثل هذا الفخر يف حياتي قبل اأن اأطوي ال�ضحيفة وا�ضعها جانبًا.

    الآن وبعد اأن قراأت ما �صبق، امنح �صخ�صًا اآخر الفر�صة

    F اكتب ا�صمك من اأجل اأولئك الذين ال ي�صتطيعونwww.campaignforeducation.org/bigread

    )اإن مل ت�ضتطع الدخول اإىل املوقع الإلكرتوين، ا�ضتخدم ال�ضفحة املوجودة يف اآخر الكتاب(

  • 22 April 20

    09

    عترب جاللة امللكة رانيا العبد اهلل، ملكة االأردن، ن�صرية دولية للتعليم العاملي. والقتناعها اأن التعليم هو تُ

    املفتاح لك�صر دائرة الفقر، تنظم جاللتها حملة ملزيد من اال�صتثمار يف تعليم الفتيات. وتركز معظم طاقتها

    على خلق فر�ص وت�صجيع ال�صراكات االإبداعية بني القطاعني العام واخلا�ص بهدف زيادة الو�صول اإىل

    املدار�ص وحت�صني نوعيتها. ويف اآذار 2008، اأطلقت امللكة رانية مبادرة "مدر�صتي" لتجديد ما ال يقل

    عن 500 من املدار�ص احلكومية التي اأ�صابها اخلراب، لتحر�ص على منح الفر�صة لالأطفال االأردنيني

    لينعموا بغرف �صفية ومالعب مبهجة واآمنة ومعدة ب�صكل جيد.

    بابا..." يا لكن "نعم، يف واحد �ضوى ال�ضبعة من يبق ومل اإخوانك. على الأموال من الكثري اأ�ضعنا تكّفني؟ ل مِلَ اإذا "ح�ضنا

    املدر�ضة. واحد! كان مبقدورنا �ضراء املزيد من اللحم. اأو حمراث اأف�ضل. اأو اإ�ضالح �ضنبور املاء."فقالت متو�ضلًة "لكن يا بابا ميكنني اأن اأعمل بامل�ضاء، �ضاأظل اأبيع مطرزاتي. فكر يف الأمر فح�ضب، حني

    اأتعلم القراءة �ضاأك�ضب املزيد من النقود! و�ضاأ�ضاعد يف رعاية العائلة. اأرجوك بابا، اأعدك، اأعدك."للكتب..." نقود اأية اإعطاءك اأ�ضتطيع ل بنف�ضك، اأمرك تتدبري اأن "لكن عليك "ح�ضنا، مها" قالها متنهدا.

    قفزت مها من فوق الطاولة لتلقي باأذرعها النحيلة حوله. "�ضكرًا، بابا". واأل�ضقت وجهها يف رقبته. " �ضكرًا جزياًل، اأعد باأن اأجعلك فخورًا".

    انت�ضر نباأ ذهاب مها اإىل املدر�ضة �ضريعًا يف القرية ال�ضغرية. مل مي�ص وقت طويل حتى بداأ التهام�ص من

    حولها. النا�ص ي�ضريون ويحدقون وي�ضخرون منها. ويف الليلة التي �ضبقت يومها الأول يف املدر�ضة، �ضاعدت مها

    اأمها بتقميع البامية للع�ضاء. " اأمي، اأنا ل اأفهم" قالت بحزن. "هل من اخلطاأ الذهاب اإىل املدر�ضة؟"اأم�ضكت اأمها يدها بحنان قائلة: "يظنون اأن على الفتيات املعاونة يف اأعمال البيت، ل الن�ضغال باملدر�ضة. تعلمني اأنني مل اأتعلم القراءة قط. وكذلك خالتك وجداتك. كما اأن النا�ص يعتقدون... يظنون اأنه من العار اأن

    مت�ضي البنت وحدها. اإنه اأمر خطري، تعلمني ذلك. من يدري ما قد يحدث؟ فاملدر�ضة على بعد �ضاعة."جتّهم وجه الأم من القلق.

    املدر�ضة. اإىل للذهاب متلهفة اأنا يقولون. ملا اآبه ل �ضاأفعل. اأنني تعلمني اأمي، يا حذرة �ضاأكون "لكنني اأنا متلهفة لأقراأ واأكتب. اأود اأن اأ�ضبح معلمة. ويوما ما، �ضاأعلمك القراءة كذلك يا اأمي."

    م�ضت الف�ضول. ت�ضققت الأر�ص بفعل ال�ضيف، و�ضفى املطر املنهمر الندوب. عادت الليايل الباردة

    للمرتفعات. مل يبق �ضوى اأيام لبدء عام درا�ضي جديد.

    ,X.

    وتعلمت مها. احتفظت مبفكرة. قراأت عناوين اجلريدة لوالدها. علمت اأختها ال�ضغرية كيف تعد اأ�ضابع

    يديها ورجليها كلها. يف كثري من الأحيان توؤملها عيناها بعد �ضاعات عديدة من العمل املدر�ضي، الواجب البيتي

    واخلياطة. لكن كلما اجتهدت اأكرث زاد �ضعورها بالقوة. كلما تعلمت اأكرث زادت لهفتها للمعرفة.

    مع ذلك مل يكن الأمر �ضهاًل. لقد كانت تخ�ضى امل�ضي، الذي كان يبداأ ال�ضاد�ضة �ضباحًا. كانت الرحلة

    ت�ضتغرق �ضاعة اأو اأكرث. مل يكن اأي جزء من الطريق ال�ضحراوي القاحل معبدًا. ويف الوقت الذي ت�ضل فيها اإىل

    املدر�ضة تكون قدماها املربحتان مغطاتان بالرتاب. لكن ذلك مل يكن اأ�ضواأ ما يف الأمر.

    مها فتاة اجلبالبقلم جاللة �مللكة ر�نيا �لعبد �لـله

    F )جتري اأحداث هذه الق�سة يف ال�رشق الأو�سط(

    رمى الأولد احلجارة عليها وهم ي�ضيحون ويتهكمون " يا قليلة الأدب!"حاولت مها حب�ص عرباتها جراء الإهانات التي توؤذي اأكرث من احلجارة، واأخريا و�ضلت اإىل منزل عائلتها

    الطيني ال�ضغري، اأغلقت الباب خلفها وهي حتمد اهلل. ويف اخلارج وا�ضل الأولد تهكمهم. " مها، ها ها، الفتيات ل ينتمني اإىل املدر�ضة!" تنهدت مها. حتى اأنه مل يكن يومها الأول. تخيلوا عندما تت�ضلم كتبها، تخيلوا

    عندما تغادر القرية فعاًل لتم�ضي اإىل املدر�ضة لأول مرة.

    اإىل الذهاب لكن اأي�ضا. �ضيفعلون ماذا اأعلم واهلل احلجارة من املزيد �ضيقذفون بانتظاري، "�ضيكونون املدر�ضة هو قراري، ولن اأدعهم يخيفونني."

    كانت الأ�ضهر القليلة املا�ضية م�ضنية، ت�ضاُحن مع والدها و�ضخرية من طرف اإخوانها. وان�ضم اإليهم الآن

    فتيان القرية الآخرون. بدا اأن اجلميع �ضدها.

    با�ضتثناء املاما. احلمد هلل على وجود املاما وعناقها املطمئن. مل تذهب املاما اإىل ملدر�ضة قط، ولكنها

    �ضاندت مها باإحلاحها على البابا اأن البنت اأي�ضًا ت�ضتحق فر�ضة للتعّلم.

    الذهاب حول الهراء هذا كّل "مِلَ الع�ضاء. على غا�ضبًا والدها مها؟" �ضاأل يا اأبدا تُكّفني ل "ملاذا اإىل املدر�ضة؟ تعلمني اأنه لي�ص مبقدورنا ذلك."

    امللكة رانيا، ملكة الأردن

  • 22 April 20

    09

    ,X.

    يف يومها الأول، مل ينب�ص اأحد ممن قابلتهم ببنت �ضفة، اأما الآن فالإهانات اأ�ضبحت قا�ضية. حاول

    القرويون اأن يعرّيوها "كيف ميكنك فعل هذا بعائلتك؟ املدر�ضة لي�ضت مكانا للبنات!" تردد �ضدى الإهانات املريرة يف اأذنيها طويال بعد عودتها �ضاملة للبيت، "مها، ها ها! الفتيات ل ينتمني اإىل املدر�ضة!"

    جل�ضت مها على �ضريرها، �ضحبت بطانيتها حول كتفيها، وحاولت الرتكيز على كتابها.

    فجاأة، �ضفق الباب بقوة، كان والدها وكان غا�ضبا.

    العار وعن ابنتي عن اأحدهم من وقح تعليق دون القرية هذه يف اأقدام لع�ضرة ال�ضري من اأمتكن "ل الذي تلحقه بهذه العائلة. الن�ضوة يتكلمن. الرجال يتكلمون. كبار القرية يتكلمون. جاوؤوا اإيل اليوم ليقولوا

    اإنهم ل يوؤيدون ذهاب مها وحدها اإىل املدر�ضة. مل يعد اأحد يعمل معي البتة. وكاأننا منبوذون يف جمتمعنا."ثم قال ب�ضوت منخف�ص "مها، اأعلم ما قلته، لكن ل ميكنك الذهاب اإىل املدر�ضة بعد الآن."

    بابا!" يا "لكن طرق نهائي". اأمر هذا املدر�ضة. اإىل ينتمني ل "الفتيات الداكنتان. البابا عينا مها!" ملعت يا "ل

    الطاولة بيده. "والآن، اأين ع�ضائي؟"عادت حياة مها اإىل حيث كانت.

    ل زال الأولد ي�ضريون اإىل مها، تردد �ضوت �ضحكاتهم بالهواء. تظاهرت مها اأنها ل ت�ضمع.

    ال�ضالم عليكم.

    وعليكم ال�ضالم.

    والدها ول الطارق، من لرتى خرجت التي مها تعرف هنا؟" مل مها ت�ضكن هل بال�ضوؤال، يل "هل الذي فتح الباب ما يفعالنه مع املراأة الطويلة اأمامهم.

    ,X.

    دعاها بابا للدخول، كما هو العرف، واأوماأ لها باجللو�ص على الو�ضائد البالية على الأر�ص. قدمت لها اأمي

    ال�ضاي احللو.

    مها." لأرى جئت العا�ضمة، من "جئت اأنا؟" من تعرفني كيف لكن روؤيتي؟ تريدين "مل مها. "ترينني؟" اقرتبت

    الإ�ضراء." الطلبة يف مدر�ضة اأذكى اأنك من قيل يل الكثري عنك. �ضمعت مها. يا اأخريًا لقاوؤك ي�ضرين "كم

    ,X.

    اأخرجت املراأة كي�ضًا �ضغريًا من القما�ص. "اأح�ضرت لك هذا." دفعت الكي�ص بني يدي مها املذهولة.مل تعتد مها مثل هذا الهتمام. مدت يدها للكي�ص برتدد. كان ثمة �ضيء �ضلب وناعم يف اأ�ضفله. تتبعت

    اأناملها احلواف، بحثًا عن اأي دليل.

    كان قلم حرب، اأول قلم حرب متلكه.

    "اأمتاأكدة بخجل. ال�ضيدة اإىل نظرت ثم بنظرة، والدها رمقت بكفيها، القلم هلل" احت�ضنت "احلمد اأن هذا يل؟"

    املراأة. �ضتحتاجينه" ابت�ضمت "نعم، ملاذا؟" "لكن،

    نائية �ضغرية قرية من �ضغرية فتاة ذلك؟ اأفعل ل وكيف اجلبال! فتاة مها لأ�ضهر، عنك اأبحث "كنت يف اجلبال، مت�ضي وحدها اإىل املدر�ضة؟ اأجل، مها، ا�ضمك معروف حتى يف العا�ضمة!"

    توّرد وجه مها.

    والت�ضميم يرمزلل�ضجاعة ا�ضمك اجلبال، فتاة مها الأ�ضباب. لأح�ضن معروف ا�ضمك تخجلي. ل "ل، والنجاح! �ضمعنا كيف م�ضيت اأمياًل يوميًا، وحتملت الكثري من ال�ضتهجان، وكيف جنحت بالعمل لياًل، ومع

    ذلك كنت الأف�ضل يف �ضفك. معلمتك كانت فخورة جدًا بتقدمك. تعتقد اأن لديك الكثري من القدرات. حني

    توقفت عن احل�ضور �ضاألت اجلميع عن مكانك، بحثت يف كل مكان لتجدك. وقد بلغنا يف املدينة اأخبار بحثها

    عنك وق�ضتك."مها. "حقا؟" قالت

    �ضغرية قرو�ضًا لهن نقدم والفتيات. الأمهات مع نعمل نحن منظمتنا. بلغت اأنها حتى "نعم، ت�ضاعدهن لبدء الأعمال... اأيًا كان الذي يحتجن اإليه. ونعتقد يا مها اأن الذي حتتاجينه هو امل�ضاعدة يف

    الو�ضول اإىل املدر�ضة."ابنتها. كتف حول بحنان تلتف ويدها مها، والدة امل�ضاعدة؟" �ضاألت �ضتقدمون "كيف

    اأحدنا �ضيكون م�ضاء كل ويف املدر�ضة. اإىل مها لياأخذ �ضباح كل اأحدنا �ضياأتي موافقتكم، بعد "ح�ضنًا، يف مدر�ضتها لريافق مها اإىل البيت." التفتت اإىل مها. "كيف يبدو هذا؟" مها مل تكن ت�ضدق ما ت�ضمع

    اأبدا. "هل اأنت واثقة؟ حقا؟ كل يوم؟" املدر�ضة؟ يف وحدهم الفتية يكون اأن يجب مِلَ لالآخرين. كما التعليم يف حق للفتيات واثقة! اأنا "طبعا

  • 22 April 20

    09

    املدر�ضة مفيدة للجميع. حني ترتاد املدر�ضة ميكنك امل�ضاعدة يف اإعالة اأ�ضرتك، ميكنك م�ضاعدة قريتك

    لتكون قوية. لكن الذهاب اإىل املدر�ضة مينحك �ضوتا كذلك! راأيًا �ضي�ضتمع النا�ص له."رفعت مها ب�ضرها نحو والدها، الذي كان يحدق خارج النافذة ب�ضمت. " القرار بيد بابا. اإن اأذن يل بابا

    ف�ضاأذهب."يف البداية مل يتكلم والدها.

    ثم ا�ضتدار ببطء مفكرا. "ل ميكن لأحد اأن يخربين اأنني ل اأحب ابنتي بقدر حمبتي لأبنائي. نعم، ميكن لبنتي مها اأن تعود اإىل املدر�ضة. اإن كانت باأمان، ميكنها الذهاب."

    كان ثمة �ضوت عند الباب. نه�ص والد مها وفتحه ليجد مدخله يعج بفتيات القرية اليافعات.

    اإحداهن. املدر�ضة؟" قالت اإىل الذهاب ميكنها "حقا؟ اقرتبت فتاة اأكرب �ضنًا. "نحن اآ�ضفات. مل نق�ضد التن�ضت، لكننا راأينا تلك املراأة ت�ضل لقريتنا "د�ضت

    اأ�ضبع قدمها يف الرتاب. " لكن هل الأمر �ضحيح؟ هل �ضتذهب مها اإىل املدر�ضة؟"اأجاب مع حاجب مرتفع "نعم، �ضتذهب."

    هللت البنات ب�ضخب ي�ضم الآذان ووقف الفتية الذين يراقبون عن كثب مذهولني. بعد اأن هتفن بالتهاين

    ملها عرب الباب، عادت كُلّ منهن لوالديها.

    يف اليوم التايل، خرجت مها مع حقيبتها وقلمها اجلديد لتجد اأن مرافقيها اإىل املدر�ضة قد ت�ضاعف

    عددهم. مل يقت�ضر الأمر على ال�ضيدة اللطيفة الكرمية من املدينة. فقد اأقنعت فتيات اأخريات اآباءهن

    بال�ضماح لهن بالذهاب اإىل املدر�ضة كذلك.

    مل تتمالك مها نف�ضها حني ت�ضللت البت�ضامة لوجهها.

    وبينما اأخرج الفتية األ�ضنتهم لي�ضتهزئوا بها، راقبتها الفتيات بغرية مثلما م�ضت مها اإىل ملدر�ضة يف يومها

    الأول العام املا�ضي.

    منذ تلك اللحظة، رغبوا جميعا بالذهاب كذلك ولكن يف �ضّرهم.

    بعد م�ضي ثالثة اأيام، بينما كانت تاأكل اخلبز والفول على عجل قبل التوجه اإىل املدر�ضة، �ضد انتباهها

    �ضجيج يتعاىل.

    فتحت الباب، فكان ح�ضد اأكرب من قريتها باأ�ضرها ينتظر باخلارج. كان هناك �ضيارات، اأ�ضواء، اأ�ضالك،

    كامريات وكم من الوجوه مل ترها قط من قبل. وفجاأة، اأدار اجلميع روؤو�ضهم وعد�ضاتهم جتاه مها!

    جتمدت يف مكانها بينما هرعت نحوها ال�ضيدة اللطيفة من املدينة. "مها، مها، اأميكنك ت�ضديق ذلك؟ �ضقت ق�ضتك طريقها و�ضول لأنا�ص مهمني حقا! ثم تناهى اخلرب اإىل اأ�ضماع وزير الرتبية والتعليم. والرئي�ص

    هنا الآن!"احمر وجه مها بينما جتهزت الكامريات وملعت اأ�ضواوؤها.

    قبل اأن ت�ضتوعب ما قالته لها ال�ضيدة، امتدت يد رجل ليدها.

    املدر�ضة؟ اإىل لتذهب نا�ضلت التي ال�ضغرية الفتاة هي اأنت اجلبال؟ فتاة مها اأنت ""اإذا التي األهمت قرية؟ مها، لقد اأثر يّف �ضجاعتك وت�ضميمك كثريًا، واأريد منك م�ضاعدتي جلذب املزيد

    من الفتيات اإىل املدر�ضة."انحنى لالأ�ضفل.

    م�ضاعدتي؟" "اأميكنك نظرت مها للفتيات حولها الالتي �ضمعن ال�ضوؤال. كانت اأعينهن متفتحة ب�ضدة وروؤو�ضهن تهز بعنف. قالت

    ب�ضوت فتّي "نعم، بالتاأكيد."�ضرخت الفتيات مبتهجات.

    يف التحدث ميكننا املدر�ضة؟ اإىل واأ�ضدقاوؤك اأو�ضلتك اإن راأيك ما مها، �ضفك عن تاأخريك اأود "ل الطريق اإىل هناك."

    ابتهجت مها. وحقيبة املدر�ضة بيدها، قبلتها اأمها على اجلبني بحنان.

    لوح الرئي�ص للجميع بينما �ضورت الكامريات الفتيات ي�ضعدن لل�ضيارات. وبينما كانوا يبتعدون، �ضجت

    التالل بالهتاف، "مها، هيه! الفتيات ينتمني اإىل املدر�ضة!"

    النهاية,X.

    الآن وبعد اأن قراأت ما �صبق، امنح �صخ�صًا اآخر الفر�صة

    F اكتب ا�صمك من اأجل اأولئك الذين ال ي�صتطيعونwww.campaignforeducation.org/bigread

    )اإن مل ت�ضتطع الدخول اإىل املوقع الإلكرتوين، ا�ضتخدم ال�ضفحة املوجودة يف اآخر الكتاب(

  • اأ�ضبحت ديفلي �ضوت الأطفال املحرومني

    من التعليم ب�ضبب الفقر اأو ال�ضتغالل

    اأو العبودية.

    عانى ثالثة اأجيال من عائلتها من العبودية

    يف املحاجر يف هريانا يف الهند، حيث كانوا

    يحيون وميوتون دون اأن يروا العامل خارج

    تلك املحاجر اإىل حني اأن مت اإنقاذها و112 اآخرين يف عام 2004.

    تبلغ ديلفي من العمر الآن 11 عامًا وتعي�ص يف جودبر مع عائلتها. وقد

    مّثلت الأطفال املحرومني موؤخرًا يف غداء نظمته حملة "التعليم للجميع: �ضف 2015" يف مقر الأمم املتحدة يف نيويورك. واأ�ضكتت جتمعًا من

    اأقوى ال�ضخ�ضيات يف العامل حينما اأخربتهم كيف متكنت من م�ضاعدة

    15 طفاًل من قريتها يف الذهاب اإىل املدر�ضة وكيف قهرت ذلك التحدي:

    يف طفاًل 15 ت�سجيل من �سغرية، كفتاة مبفردي، متكنت "اإذا املدر�سة، األي�ش باإمكان كل قادة العامل اأن ي�سجلوا كل اأطفال العامل

    يف املدار�ش؟"

    ونتيجة لذلك، فقد تعهد القادة بتخ�ضي�ص موارد ل�ضمان حتقيق

    الأهداف الإمنائية لالألفية يف جمال التعليم وامل�ضاعدة يف تعليم اأكرث من

    15 مليون طفل حول العامل.

    ديفلي كوماري

    ا�صمي "ديلفي". ولدُت يف اأحد املحاجر يف هرنايا. كما ُولد والداي هناك. كانت كل عائلتنا تعلم يف ذلك املحجر الأننا كنا من العمال

    امل�صتعبدين. ومل نكن نعرف ماذا يعني اأن تكون حرًا اإىل حني اأن

    قامت منظمة "بات�صبان بات�صاو اأندوالن" باإنقاذنا.

    بداأت العمل يف �صن اخلام�صة. كنت اأقوم بتحطيم احلجارة الكبرية اإىل

    حجارة اأ�صغر. كنا اأنا و�صقيقاتي واالآخرين نحّمل احلجارة على منت

    ال�صاحنات. مل نَر يف حياتنا حبة موز اأو اأي فاكهة قط. حينما اأعطانا

    النا�ص حبة موز بعد اإنقاذنا، اأكلناها دون اأن نق�صرها. مل نَر الورق قط

    ومل نعرف اأي �صيء عدا عن املحجر والعمل فيه.

    بعد اأنقاذنا، ح�صلنا على بيوت يف جودبر، يف م�صتوطنة ب�صرية

    مبوطننا االأ�صلي، حيث اأقيم االآن. ذهبت اإىل باليكا اأ�صرام، وهو مركز

    تابع ملنظمة "بات�صبان بات�صاو اأندوالن" يف دلهي حيث تعلمت القراءة والكتابة وتلقيت تدريبًا على ا�صتخدام الكمبيوتر. وبعد اأن مكثت

    هناك ل�صنة، عدت اإىل والدّي واالآن اأدر�ص يف املدر�صة يف قريتي.

    كما قمت بت�صجيل 15 طفاًل يف املدر�صة يف قريتي. اأنا االآن يف

    ال�صف اخلام�ص. اأحب الذهاب اإىل املدر�صة ودرا�صة اللغتني الهندية

    واالإجنليزية واللعب مع اأ�صدقائي. عندما اأكرب اأود اأن اأ�صبح معلمة.

    F هذه ق�سة "ديلفي" التي كتبتها بنف�سها )ترجمها اإىل الإجنليزية �سانديا �سي اإت�ش(

    الآن وبعد اأن قراأت ما �صبق، امنح �صخ�صًا اآخر الفر�صة

    F اكتب ا�صمك من اأجل اأولئك الذين ال ي�صتطيعونwww.campaignforeducation.org/bigread

    )اإن مل ت�ضتطع الدخول اإىل املوقع الإلكرتوين، ا�ضتخدم ال�ضفحة املوجودة يف اآخر الكتاب(

  • ق�صة قلم الر�صا�سF كتبها: باولو كويلهو )ترجمها اإىل الإجنليزية جيم�ص ملهولند(

    كان الولد ال�صغري ي�صاهد جده يكتب ر�صالة.

    ويف حلظة �صاأل جده:

    معنا؟ حدثت ق�صة تكتب >"هل وهل هي ق�صة عني؟"

    توقف اجلد عن الكتابة وتب�صم

    وقال حلفيده:

    الر�صا�ص قلم ولكن �صحيح. ذلك عنك، اأكتب >"اأنا الذي اأ�صتخدمه اأهم من الكلمات التي اأكتبها.

    اآمل اأن تكون مثله عندما تكرب."

    نظر الولد اإىل قلم الر�صا�ص بف�صول،

    ولكنه مل يَر فيه اأي �صيء مميز.

    ُولد املوؤلف الربازيلي يف عام 1947 يف مدينة ريو دي جانريو. وقبل اأن يكر�ص حياته كلها لالأدب،

    عمل خمرجًا م�ضرحيًا وممثاًل وكاتب اأغاين و�ضحفيًا. وغدت روايته "الكيميائي" التي ُن�ضرت يف

    عام 1988 واحدة من اأف�ضل الكتب مبيعًا يف كل الأوقات. ثم قام بن�ضر �ضل�ضلة من الكتب الأف�ضل

    مبيعًا والتي بيع منها اأكرث من 100 مليون ن�ضخة. وُترجمت اأعماله اإىل 67 لغة. ويف عام 1999

    منحته حكومة فرن�ضا اأرفع الألقاب وهو "فار�ص اجلمعية الوطنية لفيلق جوقة ال�ضرف". ومنذ

    اأيلول/�ضبتمرب 2007 اأ�ضبح املوؤلف ر�ضول �ضالم لالأمم املتحدة.

    باولو كويلهو

    التي الر�صا�ص اأقالم كل ي�صبه >"ولكنه راأيتها يف حياتي!"

    لالأمور. نظرك كيفية على االأمر >"يعتمد يتمتع قلم الر�صا�ص بخم�ص خ�صال اإن متتعت بها

    �صتجعلك تنعم بال�صالم مع العامل."

    "اخل�صلة االأوىل: ميكنك اأن ت�صنع اأ�صياء عظيمة ولكن يجب اأال تن�صى اأبدًا اأن هناك يدًا توجه خطواتك. وهذه اليد هي التي

    ندعوها "الله" وهو الذي يوجهنا دائمًا ح�صب م�صيئته."

    "اخل�صلة الثانية: من وقت الآخر علي اأن اأتوقف عن الكتابة واأ�صتخدم مرباة. وهذا يجعل قلم الر�صا�ص يعاين قلياًل ولكنه يف

    نهاية املطاف ي�صبح اأكرث حدة. لذا يجب اأن تتعلم كيف تتحمل

    االآالم الأنها �صتجعل منك �صخ�صًا اأف�صل."

    "اخل�صلة الثالثة: يتيح لك قلم الر�صا�ص دائمًا ا�صتخدام ممحاة لتمحي االأخطاء. علينا اأن نفهم اأن ت�صحيح �صيء فعلناه لي�ص

    بال�صرورة اأمرًا �صيئًا، ولكنه اأمر مهم لنتابع �صرينا على طريق

    العدل."

    "اخل�صلة الرابعة: ال�صيء املهم فعاًل يف قلم الر�صا�ص لي�ص اخل�صب اأو ال�صكل اخلارجي واإمنا الر�صا�ص امل�صتخدم داخله. لذا،

    عليك اأن تهتم دائمًا ملا يحدث داخلك."

    "واأخريًا، اخل�صلة اخلام�صة لقلم الر�صا�ص: اإنه دائمًا يرتك اأثرًا. فاعلم باملقابل اأن كل �صيء تفعله يف احلياة �صيرتك اأثرًا، وحاول

    اأن تدرك وتعي كل عمل تقوم به."

    الآن وبعد اأن قراأت ما �صبق، امنح �صخ�صًا اآخر الفر�صة

    F اكتب ا�صمك من اأجل اأولئك الذين ال ي�صتطيعونwww.campaignforeducation.org/bigread

    )اإن مل ت�ضتطع الدخول اإىل املوقع الإلكرتوين، ا�ضتخدم ال�ضفحة املوجودة يف اآخر الكتاب(

  • اإ�سماعيل بيه

    اإىل الآن، كما كان يقول دائمًا. جل�ضا بهدوء وا�ضتمعا للريح التي اأبحرت عرب

    اأوراق اأ�ضجار املاجنا القريبة. مل يتحدث والدها بال�ضيء الكثري عن وطنه

    �ضابقًا. اإل اأنه الآن بداأ باحلديث ب�ضوت ينتمي اإىل املا�ضي.

    �ضديد اأنه اإل امليالد. باأعياد الحتفال فرحة يعرف ل قلبي "اإن التعّلق ب�ضعادة امل�ضي اإىل املدر�ضة وتعّلم القراءة. اإن اكت�ضاف اللغة

    قام باأ�ضر �ضنوات طفولتي. وقامت القدرة على القراءة وتعلم الأ�ضياء

    اجلديدة مبلء طفولتي بالإمكانيات واأ�ضافت املزيد من ال�ضحر لبيئتي

    ون�ضاطاتي. بعد اأن دخلت املدر�ضة، مل تعد اأوراق الأ�ضجار على جانبي

    الطريق املوؤدي للمدر�ضة جمرد عالجات نتداوى بها، فقد تعّرفت اأي�ضًا على

    كيفية امت�ضا�ضها لأ�ضعة ال�ضم�ص واملاء. هذه اللحظات من التعّلم كانت

    الأ�ضعد يف طفولتي املبكرة وقد ا�ضتمرت بحما�ضة ومعنى ا�ضتثنائيني تِبعا كل

    اكت�ضاف لذهني. هذه الرحلة لكت�ضاف عقلي اأتاحت يل الفر�ضة باأن اأكت�ضف

    ال�ضرورة من اإن�ضانيتي والتي جاءت معها �ضحوة ل�ضرورة اأن اأعي�ص حياتي

    من اأجل الآخرين، ولي�ص من اأجل نف�ضي فقط. وقد ُزرعت بذرة هذا املدرك

    هنا يف هذا املكان، وعلى هذه الأر�ص."اأغلق عيناه ورفع راأ�ضه جانبيًا حيث اتكاأت اأ�ضعة ال�ضم�ص على وجهه

    ثم تابع.

    املدر�ضي حني جلبت الف�ضل نهاية عند بيتي احتفال يف اأكرب "كان واأخي �ضهاداتنا. ول تزال كلمات اأبي ماكثة عميقًا داخل اأذناي. ‘ما

    اأعياد امليالد اإل تذكرة لك باأنك �ضت�ضبح كوالديك. اأما الحتفال بالتعليم

    ولد اإ�صماعيل بيه يف �صيريا ليون وهو كاتب يف النيويورك تاميز و�صاحب الكتاب االأكرث مبيعاً "ما�ٍص منذ زمن بعيد، مذكرات جندي �صبي". ظهرت اأعماله يف جملة النيويورك تاميز و"فا�صبريتاين للن�صر" ويف جملتي LIT وبارابوال. يعمل ا�صماعيل بيه يف اليوني�صيف

    كمحامي دفاع عن االأطفال املتاأثرين باحلروب وهو ع�صو اللجنة اال�صت�صارية للدفاع عن حقوق االأطفال. تخرج من كلية اأوبرلني يف

    اأوهايو وح�صل على درجة البكالوريو�ص يف العلوم ال�صيا�صية.

    الطريان بجناح واحد

    كانت تلك املرة الأوىل التي ترى بها والدها يبكي. ارجتف ج�ضده عندما

    م�ضى على قطعة الأر�ص التي انتهكتها الأع�ضاب. وقف عمود ا�ضمنتي طويل

    ثابتًا على الطرف البعيد لقطعة الأر�ص حاماًل بقايا دخاٍن واأمطاٍر وغباٍر

    وجروحًا من قطٍع معدنية حاّدة كانت قد تركت ثقوبًا مرئيًة من اأياٍم �ضوداء.

    اأعاد النظر اإىل ابنته ومتكن من ا�ضتن�ضاد ابت�ضامة. قام بالركل يف الأع�ضاب

    لُيظهر بع�ص اأجزاء اأ�ضا�ص البناء املتبقي.

    اأ�ضابعه وو�ضع املدر�ضي". �ضّفي هذا كان اجللو�ص، اعتدت "هنا على الرتاب.

    تن�ضد اأ�ضواتنا �ضماع اأ�ضتطيع زلت ما مدر�ضتي. هذه "كانت الأبجدية وحتيي معّلمنا: ‘�ضباح اخلري يا اأ�ضتاذ كاناغبول’. نرك�ص

    خارجًا اأثناء ال�ضرتاحة ن�ضرخ اأ�ضماء املوا�ضع التي نرغب بها يف مباراة

    كرة القدم التي لعبناها كل يوم". اأكمل قوله وجل�ص على الأر�ص. جل�ضت ابنته بجانبه. كانت ترافق والدها عائدًا اإىل موطنه حيث يعي�ص �ضميم قلبه

  • فهو �ضمان لوجودك اإىل الأبد، وهو ا�ضتح�ضار لأرواح الإمكانيات، والعثور

    على نقاط القوة يف اأرواحكم كي ت�ضبحوا ب�ضهولة �ضد اأي تيار’. كان وجهه ي�ضبح متوترًا، ومتتليء عروقه بالدماء حينما يقول اأ�ضياء كهذه. ‘يف يوم

    ما، �ضتتمكن من الفهم يا بنّي’. وكان ي�ضع كّف يده على خّدي الأمين. وقد اأ�ضبحت الآن اأفهم ".

    اأدار وجهه بعيدًا عن ال�ضم�ص، ومازالت عيناه مغلقتان. تنهد طوياًل

    حتى انتفخ ج�ضده قبل اأن ي�ضتقر جمددًا على الأر�ص.

    جال�ضان نحن حيث هنا ها ا�ضمي اأتهجى اأن تعلمت كيف "اأتذّكر الآن. كان بيدي لوح �ضغري وطب�ضورة. اأتى املعّلم وجل�ص على الأر�ص

    بجانبي. مل تكن لدينا وقتها مقاعد درا�ضية. وكتب ا�ضمي على راأ�ص اللوح

    اخلا�ص بي. اإ.ب.ر.ا.ه.ي.م، وكررت من بعده. ‘اإ�ضتمر بت�ضميع الأحرف وان�ضخها على لوحك قدرما ا�ضتطعت’، قالها ثم م�ضى للطالب التايل،

    و�ضرعان ما تعالت الأ�ضوات املرثثرة يف ال�ضف، فكل الأولد والبنات كانوا

    يقراأون ب�ضوت عاٍل اأحرف اأ�ضمهم. يف ذلك اليوم انتظرت بلهفة جر�ص

    املدر�ضة، تلك احلديدة الطويلة املتدلية عرب اأغ�ضان �ضجرة املاجنا، انتظرت

    اأن يقرعها اأحدهم. وحاملا قام اأحد الأولد الأكرب �ضّنًا بدّق اجلر�ص ليعلن

    نهاية اليوم الدرا�ضي، هرعت اإىل البيت اأن�ضد الأحرف مع كل خطوة خطتها

    قدمي على الأر�ص. كانت اأمي يف البيت تنتظر ومعها كاأ�ص من املاء. كنت

    متحم�ضًا واأخربتها كل تف�ضيل عما قد حدث يف املدر�ضة. كانت معي قطعة

    طب�ضور يف جيبي فقمت بتدوين ا�ضمي على باب غرف النوم التي ت�ضاركت

    بها مع اأخي الأكرب. وبالرغم من اأن احلروف بدت غري منتظمة، اإل اأين

    ا�ضتطعت اأن اأرى الفرحة على وجه اأمي عندما احت�ضنت وجهي ال�ضغري يف

    يديها ودنت بنف�ضها لتقابل عينّي ال�ضغريتني. وكانت يف عينيها دموع الفرح.

    ويف وقت اأقل من ق�ضري، اأ�ضبحُت اأكتب اأ�ضماء كل فرد من اأفراد اأ�ضرتي

    على خمتلف الأبواب يف بيتنا. وقد �ضجعني والدي على ذلك باأن ا�ضرتى يل

    املزيد من الطبا�ضري. و�ضرعان ما اأ�ضبح البيت مغطًى، لي�ص فقط بالأ�ضماء،

    واإمنا بكل جملة اأخرى كنت قد تعلمتها يف ال�ضف. كان اأبي يدرك باأن الأمر

    �ضيخرج عن ال�ضيطرة لذلك ا�ضرتى يل دفرتًا وقلمًا وطلب مّني اأن اأن�ضخ كل

    �ضيء كنت قد كتبته على جدران واأبواب البيت. ومازال عطر ذلك الدفرت

    اجلديد؛ اأول دفرت يل، ي�ضكن يف ذاكرتي ولن اأن�ضى اأبدًا تلك اللحظات

    التي كان والدي يقراأ يل فيها العبارات والأ�ضماء التي كنت قد نق�ضتها على

    احلائط واأنا اأعيد كتابتها يف دفرتي. علمت اآنذاك باأن �ضيئًا ما يف حياتي قد

    تغري اإىل الأبد. مل�ضت ذلك يف بهجة روحي وروح والدي اأثناء جتولنا يف البيت

    ننظف اجلدران".رفرف طائر بجناحيه ليطري ب�ضرعة عابرًا املكان الذي كانا يجل�ضان

    فيه. قام هو مب�ضح عناقيد العرق التي طلعت على جبينه. وبقيت هي �ضاكنة

    . و�ضع يده اليمنى اأ�ضفل ذقنه ليبقي ومل يهتز بها �ضوى جفنيها الدامعنينْ

    راأ�ضه لالأعلى.

    املدر�ضة يف ال�ضاد�ص ال�ضف يف كنت وعندما �ضنني "بعد البتدائية وكنت اأعرف القراءة والكتابة، اأ�ضبحت الفتى ال�ضغري يف هذه

  • البلدة ال�ضغرية الذي يعرف اأ�ضرار اجلميع تقريبًا. كنت اأكتب واأقراأ للكبار

    الر�ضائل التي ت�ضلهم من اأبنائهم الذين رحلوا بعيدًا. فكنت اأدري مبخاوف

    واآمال واأحالم العديد من النا�ص. كما واأمّدين هذا الدور ببع�ص املال

    الذي ا�ضتخدمته ل�ضراء الكتب التي قراأتها اأثناء عودتي ما�ضيًا اإىل البيت

    بعد املدر�ضة.

    ويف ذات مرة، ويف طريق عودتي من املدر�ضة، كنت اأقراأ كتابًا عن

    فتًى كان قد ذهب اإىل املدينة يف عطلته ال�ضيفية. وكنت جدًا مفتونًا بالكتاب

    لدرجة اأين ن�ضيت اأن األتفت لأراعي الطريق. فقمت بالنحراف عن اجل�ضر

    ال�ضغري الذي مل يكن على اأّي من جانبيه اأية ق�ضبان فوقعت يف النهر

    واأ�ضبح كتابي مغمورًا باملاء ول فائدة منه. مل اأَر والدي ي�ضحك لهذه الدرجة

    اأبدًا كما فعل يف ذلك اليوم حني و�ضلُت اإىل املنزل يف زّي املدر�ضة املبلل. ومع

    ذلك فقد ن�ضحني باأن اأجل�ص لأقراأ بدل من امل�ضي.

    مل يكن لدينا كهرباء، لذلك كنت اأقراأ بجانب امل�ضباح يف الليل، ويف

    بع�ص الأحيان اإىل جانب النار وخا�ضة عندما كان ن�ضيم امل�ضاء اأكرث برودًة.

    وكانت هنالك ب�ضع مّرات بدت ال�ضعلة القادمة من امل�ضباح اأو من موقد

    النار وكاأنها ح�ضودة لقرائتي فقامت بلعق اأطراف كتبي بلهيبها. قال يل

    اأبي باأن النار كانت تخترب تيقظي. وباأنها اأرادت اأن تعرف عما اإذا كنت قد

    ا�ضتفدت �ضيئًا من كل تلك القراءة."فتح عينيه ونظر اإىل ابنته. قامت بت�ضبيك يديها يف اإمياءة منها له

    باأن يكمل متى كان جاهزًا لذلك. ابت�ضم قلياًل قبل اأن يتوتر وجهه وعاد للعّد.

    باأ�ضوات الطبيعة اأ�ضوات ا�ضُتبدلت عندما تغريت الأمور "لكن البنادق والنواح والفو�ضى. ولهذا فنحن جال�ضان الآن يف هذا احلطام

    الذي كان يومًا مدر�ضتي. خالل فرتة ذلك اجلنون، ن�ضيت اأن اأحلم

    بامل�ضتقبل حيث اأنه مل تعد هنالك مدار�ص للذهاب اإليها. ولكن ذكرى اأيام

    الدرا�ضة الأوىل تلك بقيت معي ولن تغادر اأبدًا. اإنها الأيام التي اأتذكرها

    ب�ضغف قبل اأن يتغري كل �ضيء. اإنها الأوقات التي ولدت جمددًا عندما توقفت

    البنادق عن قذف �ضو�ضائها املرعبة واملدِمرة.

    و�ضعت اأوليماتو يديها حول والدها. كان قد اأ�ضبح هادئًا رمبا

    يفكر مبا �ضيقوله تاليًا اأو لرمبا كان منهكًا من التذّكر. كان هذا اأكرث ما قد

    قاله والدها عن ما�ضيه وقد اأدركت الآن مل ي�ضرِت لها اأبدا الهدايا يف اأعياد

    ميالدها، واإمنا فقط عندما كانت تبلي بالء ح�ضنًا يف املدر�ضة. جل�ضا بهدوء

    لربهة اإىل اأن امتالأ الهواء باأ�ضوات الأجرا�ص التي ت�ضري اإىل وقت الغداء.

    وتدفق من مبنى جماوٍر ح�ضد من الأولد والبنات مرتدين زّي املدر�ضة

    مزقزقني كالع�ضافري ومنت�ضرين يف الأجزاء املختلفة املحيطة ببناء املدر�ضة

    للجلو�ص وتناول الغداء. ويف نف�ص الوقت جاء ح�ضد اآخر من الأولد والبنات

    من نف�ص العمر، راك�ضاين اإىل جمّمع املدر�ضة حاملني �ضواين من الطعام

    واملاء لبيعها. ومرة اأخرى ارجتف ج�ضد والد اأوليماتو.

    هو البلد هذا فاإن اأبي بكلمات اأو جزئيًا، م�ضرق امل�ضتقبل "اإن طائر يطري بجناح واحد، ل ميكنه التحليق طوياًل". قالها وهو ينظر نحو

    من�ضاآت املدر�ضة.

    الآن وبعد اأن قراأت ما �صبق، امنح �صخ�صًا اآخر الفر�صة

    F اكتب ا�صمك من اأجل اأولئك الذين ال ي�صتطيعونwww.campaignforeducation.org/bigread

    )اإن مل ت�ضتطع الدخول اإىل املوقع الإلكرتوين، ا�ضتخدم ال�ضفحة املوجودة يف اآخر الكتاب(

  • مل اأكن اأحب املدر�ضة اأبدًا. مل يكن ذلك ذنب املدر�ضة ول املعلمني. واإمنا اأنا اأردت

    دومًا اأن اأكون يف اخلارج. وكنت اأتوق دائمًا للرك�ص حرًا عاليًا يف التالل. وحاملا تنتهي املدر�ضة

    يحني الوقت للعودة اإىل املنزل لتناول بع�ص اخلبز والع�ضل –فقد كان لوالدي نحالته اخلا�ضة به على جانب التالل- وثم بعدها كنت اأنطلق لّلعب. ولكن يف ظهرية يوم من الأيام كان

    لدى اأمي خمطط اآخر. قالت باأن عليها بع�ص الت�ضوق لتقوم به يف البلدة، واأرادت مني

    اأن اأذهب معها.

    "اأنا اأكره الت�ضوق،" قلت لها. قالت يل "اأنا اأعلم ذلك يا عزيزي، ولهذا فاأنا �ضاآخذك اإىل املكتبة.

    �ضيكون الأمر ممتعًا. �ضيء خمتلف. ميكنك ال�ضتماع اإىل الق�ض�ص ملدة �ضاعة اأو اأكرث. �ضيكون

    الأمر مفيدًا لك. هنالك �ضيدة جديدة قائمة على املكتبة وهي تقوم برواية الق�ض�ص بعد

    املدر�ضة لكل الأطفال الذين يريدون ال�ضتماع. ويقول اجلميع باأنها رائعة.""لكني ل اأريد ال�ضتماع،" اعرت�ضت قائاًل.

    جتاهلت اأمي بكل ب�ضاطة جميع تو�ضالتي، واأم�ضكتني ب�ضدة من يدي، وقادتني

    اإىل ميدان املدينة. �ضعدت بي اإىل اأعلى ال�ضّلم واأدخلتني اإىل املكتبة. "كن مهذبًا،" قالت يل ثم ذهبت.

    راأيت ح�ضدًا من الأطفال جمتمعني يف اإحدى الزوايا. كان بع�ضهم من مدر�ضتي،

    ولكنهم بدو اأ�ضغر مّني بكثري. فبع�ضهم كان ابن البارحة! وبالطبع مل اأكن اأريد اأن اأكون

    معهم. كنت على و�ضك ال�ضتدارة وترك املكان ورائي با�ضمئزاز عندما لحظت باأنهم جميعًا

    يت�ضادمون ببع�ضهم البع�ص كما لو اأنهم يف اأم�ص احلاجة للح�ضول على روؤية اأف�ضل ل�ضيء ما.

    ومبا اأنني مل اأ�ضتطع اأن اأرى ما هو، تقدمت قلياًل اإىل الأمام. وفجاأة، جل�ص جميعهم و�ضمتوا،

    وهنالك يف الزاوية راأيت احل�ضان وحيد القرن. كان يرقد ب�ضكون تاّم، وقدماه مطويتني باأناقة

    حتته. ا�ضتطعت الآن التمييز باأنه م�ضنوع من اخل�ضب املنحوت ومطلي بالأبي�ص، ولكنه بدا

    وكاأنه حّي للغاية حتى اأنه لو قام يعدو ملا كنت منده�ضًا على الإطالق.

    اإىل جانب احل�ضان وحيد القرن، وبنف�ص ال�ضكون وذات الأناقة، وقفت �ضيدة

    ذات وجه مبت�ضم، وو�ضاح بّراق ذي زهور حول كتفيها. عندما عرثت عيناها على عينّي، اأوماأت

    ابت�ضامتها يل باأن اأن�ضم اإليهم. بعدها بلحظات وجدت نف�ضي جال�ضًا على الأر�ص مع الآخرين،

    اأ�ضاهد واأنتظر. وعندما جل�َضت هي ببطء على احل�ضان وحيد القرن وطوت يديها يف ح�ضنها،

    ا�ضتطعت اأن اأ�ضعر بالرتقب يف كل مكان من حويل.

    "حكاية احل�ضان وحيد القرن!" �ضاحت بنت �ضغرية. "اإحكي لنا حكاية احل�ضان وحيد القرن من ف�ضلك."

    تكلَمت بنعومة �ضديدة حتى اأين ا�ضطررت لالنحناء اأمامًا لأ�ضمعها. ولكني اأردت

    �ضماعها، وكان اجلميع يريد ذلك لأن كل كلمة قالتها كانت مق�ضودة ونابعة من وجدانها وبدت

    اأنا اأ�ؤمن بوجود احل�صان

    �حيد القرنبقلم مايكل موربورغو )الن�سخة املعدلة كق�سة ق�سرية(

    اإ�ضمي توما�ص بوريك. كان عمري �ضت �ضنوات حينما التقيت لأول مرة ب�ضيدة احل�ضان وحيد

    القرن. اإذًا فاأنا اأوؤمن بوجود احل�ضان وحيد القرن. عمري يقارب الع�ضرين الآن وب�ضببها فاأنا ما زلت

    اأوؤمن بوجود الأح�ضنة وحيدة القرن.

    بلدتي ال�ضغرية، املخباأة عميقًا داخل الوادي اخلا�ص بها، كانت مكانًا عاديًا، جميلة جدًا،

    ولكنها عادية. اأنا اأدرك ذلك الآن. ولكن عندما كنت يف ال�ضابعة كانت بالن�ضبة يل مكانًا لل�ضحر والعجب.

    كانت هي مكاين ووطني. كنت اأعرف كل زقاق مر�ضوف باحل�ضى وكل عمود نور يف كل �ضارع. كنت

    اأ�ضطاد ال�ضمك يف اجلدول الذي يقع اأ�ضفل الكني�ضة، واأتزحلق على املنحدرات يف ال�ضتاء، واأ�ضبح يف

    البحرية يف ال�ضيف. اأيام الأحد، كانت اأمي واأبي ياأخذانني لنتم�ضى اأو للخروج يف نزهة، وكنت اأتدحرج

    على التالل، مرة تلو الأخرى اإىل اأن ينتهي بي املطاف واأنا م�ضتلقيًا هناك على ظهري دائخًا من الفرحة،

    والعامل يلّف من فوقي.

    مايكل موربورغو

    ولد مايكل عام 1943 يف، هريتفورد�شاير يف اململكة املتحدة وقام

    بالنزوح اإىل ِكمربلند خالل ال�شنوات الأخرية من احلرب مغادراً فيما

    بعد اإىل مدينة اإ�ِشك�ش. بعد اجلامعة وق�شاء فرتة ق�شرية يف اجلي�ش،

    عمل مايكل كمدّر�ش ملدة ع�رش �شنوات قبل اأن يوؤ�ش�ش م�رشوع "مزارع لأطفال املدينة" مع زوجته كلري. اجلمعية اخلريية التي تدير الآن ثالث

    مزارع، تهدف اإىل اإعطاء الفر�شة لالأطفال القادمني من مناطق املدن

    الداخلية لتجربة املناطق الريفية. يف عام 1999 مت منح الزوجني

    و�شام الع�شو يف المرباطورية الربيطانية تقديراً خلدماتهم املوجهة

    لل�شباب. يعي�ش مايكل الآن يف مزرعة يف مقاطعة ديفون وبكلماته

    فهو ي�شف نف�شه على اأنه "م�شّن بع�ش ال�شيء، متزوج ولديه ثالثة اأبناء، وجّد ل�شتة اأطفال."

    مايكل موربورغو هو اأحد اأروع الروائيني الذين يكتبون ق�ش�ش

    الأطفال يف هذا الزمن وقد كتب اأكرث من مئة كتاب مبا فيها "حطام ال�شفينة زجنبار" و "الأ�شد الفرا�شة" و "مملكة كن�شوكه" و "اجلندي امل�شامل" وقد حازت جميعها على جوائز اأدبية كربى مبا فيها جائزة

    �شمارتيز للكتاب، وجائزة ويتربِد، جائزة رابطة الكّتاب، وجائزة كتاب الأطفال.

    بني العامني 2003 و2005 حاز مايكل لقب جائزة "كاتب الأطفال" وهو دور �شمم ملكافاأة ما �شاهم به الكاتب يف م�شوار حياته لأدب الأطفال ولإبراز اأهمية كتب الأطفال. يف عام 2006 اأي�شًا منح و�شام

    الإمرباطورية الربيطانية تقديراً ملا قّدمه لالأدب.

  • باأنه ن�ضختها اخلا�ضة لرواية ’فتاة الكربيت ال�ضغرية‘ التي كتبها هانز كري�ضتيان اآندر�ضن. كنت جال�ضًا يف ذلك اليوم قريبًا جدًا من قدمي �ضيدة احل�ضان وحيدة القرن، اأنظر عاليًا اإىل

    الكتاب. "مل هو حمروق؟" �ضاألتها. فاأجابت "اإن هذا اأغلى كتاب لدّي يا توما�ص". "�ضاأقول لكم ال�ضبب. عندما كنت �ضغرية جدًا كنت اأعي�ص يف بلد اآخر. كان هنالك اأنا�ص �ضريرون يف بلدتي

    وكانوا يخافون من �ضحر الق�ض�ص ومن قوة الكتب، لأن احلكايات جتعلك تفكر وحتلم؛ والكتب

    جتعلك تريد اأن تطرح الأ�ضئلة. وهم مل يريدوا ذلك. كنت هناك مع والدي اأ�ضاهدهم يحرقون

    كومة �ضخمة من الكتب، عندها جرى والدي فجاأة لالأمام وانتزع كتابا من و�ضط النار. قام

    اجلنود ب�ضربه بالع�ضي، لكنه مت�ّضك بالكتاب ورف�ص اأن يفلته. كان ذلك هذا الكتاب. اإنه كتابي

    املف�ضل يف كل الدنيا. هل تود يا توما�ص باأن تاأتي وجتل�ص على احل�ضان وحيد القرن لتقراأه

    لنا؟" مل اأكن يف يوم اأجيد القراءة ب�ضوت عاٍل. كنت دائمًا اأتلعثم يف لفظ حرويف، واأقلق ب�ضاأن الكلمات الطويلة. ولكني الآن واأنا جال�ص على احل�ضان ال�ضحري، �ضمعت �ضوتي قويًا وعاليًا.

    كان اأ�ضبه بغناء اأغنية. رق�ضت الكلمات يف الهواء وا�ضتمع لها اجلميع. ويف نف�ص اليوم اأح�ضرت

    اإىل البيت اأول كتاب يل من املكتبة، كتاب خرافات "اإي�ضوب" وذلك لأن �ضيدة احل�ضان وحيد القرن كانت قد قراأتها لنا وكنت قد اأحببتها. قراأتها لأمي ب�ضوت عاٍل يف تلك الليلة، كانت

    اأول مرة على الإطالق اأقراأ فيها لأمي، وكنت اأرى الندها�ص على وجهها. كم كنت اأحب اأن

    اأده�ص اأمي.

    ثم يف �ضباح يوم �ضيفي، وباكرًا، جاءت احلرب اإىل وادينا وبعرثت حياتنا. قبل

    ذلك ال�ضباح مل اأكن اأعرف اإل القليل عن احلرب. كنت اأعرف اأن بع�ضًا من الرجال قد ذهبوا

    للقتال، لكني مل اأكن متاأكدًا من ال�ضبب. كنت قد راأيت على التلفاز دباباٍت تطلق النار على

    البيوت وجنودًا يحملون البنادق ويرك�ضون بني الأ�ضجار، لكن اأمي كانت تقول يل دومًا باأن ذلك

    كان بعيدًا واأن علّي اأن ل اأقلق.

    اأتذكر اللحظة. كنت يف اخلارج. كانت اأمي قد اأر�ضلتني خارجًا لأخرج الدجاجات

    واأطعمها، عندما نظرت اإىل الأعلى وراأيت طائرة قادمة تطري منفردة على ارتفاع منخف�ص

    فوق البلدة. راقبتها وهي تدور دورة واحدة وتعود مرة اأخرى. وعندها بداأت القنابل بال�ضقوط،

    كانت بعيدة جدًا يف البداية، ثم اقرتبت. كّنا كلنا نرك�ص حينها، نرك�ص لالأعلى داخل الأحراج.

    كنت اأخ�ضى يف البداية من اأن اأبكي. بكى والدي. مل اأ�ضاهده يبكي من قبل اأبدًا، ولكنه بكى لأنه

    غا�ضب بقدر ما هو خائف.

    بينما كنا خمتبئني عاليًا يف الغابات كان باإمكاننا روؤية الدبابات واجلنود يف جميع

    اأرجاء البلدة، ين�ضفون ويطلقون النريان كيفما حتركوا. بعد ب�ضع �ضاعات، وبعد اأن ذهبوا،

    بالكاد ا�ضتطعنا اأن نرى البلدة ب�ضبب الدخان. انتظرنا اإىل اأن اأ�ضبحنا متاأكدين قطعًا باأنهم

    جميعًا قد ذهبوا، ثم رك�ضنا عائدين اإىل البيت. كّنا اأكرث حظًا من العديدين. فلم يت�ضرر بيتنا.

    و�ضرعان ما بدا لنا ظاهرًا باأن مركز البلدة كان قد �ضرب ب�ضدة اأكرث من غريه. راح اجلميع

    مي�ضون باجتاهه. تابعت ِقدمًا اآمال واأدعو باأن ل تكون املكتبة قد ق�ضفت، واأن تكون �ضيدة

    . احل�ضان وحيد القرن واحل�ضان �ضليمنينْ

    �ضادقة. كانت الق�ضة عن اآخر زوج حّي على الأر�ص من الأح�ضنة ال�ضحرية وحيدة القرن وكيف

    اأنهما و�ضال بعد فوات الأوان لل�ضعود على �ضفينة نوح مع باقي احليوانات الأخرى. لذلك فقد

    ُتركا مقطوعني على قمة جبل و�ضط الأمطار العاتية ي�ضاهدان ال�ضفينة وهي تبحر بعيدًا فوق

    الطوفان الأعظم وداخل الأفق. ارتفعت املياه من حولهما �ضيئًا ف�ضيئًا حتى غمرت حوافرهما،

    ثم اأرجلهما، ثم ظهريهما، مما ا�ضطرهما لل�ضباحة. �ضبحا و�ضبحا ل�ضاعات واأيام واأ�ضابيع

    و�ضنوات. �ضبحا طوياًل جدًا و�ضبحا بعيدًا جدًا، حتى اأنهما يف النهاية حتّول اإىل حوتني. فبهذه

    الطريقة ميكنهما ال�ضباحة ب�ضهولة. وبهذه الطريقة ميكنهما الغو�ص اإىل اأ�ضفل قاع البحر.

    لكنهما مل يفقدا اأبدا قدراتهما ال�ضحرية وبقيا يحتفظان بقرنيهما الرائعني، ولهذا ال�ضبب

    فهنالك، اإىل يومنا هذا، حيتان وحيدة القرن. اإنها تدعى "الرنِول". ويف بع�ص الأحيان اإن هي �ضئمت من البحر واأرادت روؤية الأطفال مرة اأخرى، فاإنها ت�ضبح عاليًا لل�ضواطئ وتعرث على

    اأرجلها وت�ضبح اأح�ضنة وحيدة القرن مرة ثانية، اأح�ضنة �ضحرية وحيدة القرن.

    بعد اأن انتهت، مل يتكلم اأحد. كان كما لو اأننا جميعًا ن�ضتيقظ من حلم مل نكن نريد

    اأن نرتكه. كانت هنالك املزيد من الق�ض�ص والأ�ضعار اأي�ضًا. بع�ضها قامت بقراءته من الكتب،

    والبع�ص الآخر قامت باختالقه بنف�ضها اأو اأنها كانت حتفظه غيبًا.

    ثم ارتفعت عاليًا اإحدى الأيادي. كان فتى �ضغريًا من مدر�ضتي، مايلو�ص ذو ال�ضعر

    الناتئ لالأعلى. "هل ميكنني اأن اأحكي حكاية يا معلمتي؟" قام بال�ضوؤال. وبجلو�ضه على احل�ضان وحيد القرن روى لنا ق�ضته. وبعدها، واحدًا تلو الآخر اأرادوا اأن ياأخذوا دورهم على احل�ضان

    ال�ضحري وحيد القرن. وكنت اأتوق اإىل اأن اآخذ دورًا يل، لكني مل اأجروؤ. كنت اأخ�ضى اأن اأجعل من

    نف�ضي اأ�ضحوكة، على ما اأعتقد.

    طارت ال�ضاعة ب�ضرعة.

    املنزل. اإىل طريقنا يف اأمي الو�ضع؟" �ضاألتني كان "كيف جميع اأخربت املدر�ضة يف التايل اليوم يف ولكن