2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

156

في الشـــــــريعــة اإلســــــالميــــة مقاصد رفع الحرج

عبد الستار كريم سعيد شيرواني

اربيل-جامعة جيهان ،كلية القانون والعالقات الدولية والدبلوماسية

Email: drsherwany@yahoo.com

��� هللا ا����� ا����

ين من حرج ﴿ وما جعل عليكم في الد﴾

78:ورة ا���

﴾يريد الله بكم اليسر وال يريد بكم العسر ﴿

185: ورة ا��رة

خـــالصـةال

إن الشارع لم يقصد إلى التكليف بالمشاق واإلعنات فيه، بل يقصد من جهة ما في ذلك من المصالح العائدة على المكلف، فلما كانت طبيعة اإلنسان التكوينية هي الضعف وعدم القدرة على تحمل المشاق ناسب وضع

. ناتهذه الطبيعة أن تكون الشريعة التي تحكمه سهلة يسيرة ال حرج فيها وال إع

قسم ال تنفك عنه العبادة كالصوم في النهار الطويل، وقسم تنفك عنه العبادة : المشاق والحرج ثالثة أقساممثل التيمم لمن يشق عليه إستعمال الماء، وقسم ضعيفة كأدنى وجع إصبع فتحصيل هذه العبادة أولى من درء هذه

.المشقة لشرف العبادة وخفة هذه المشقة

مقاصد، الحرج، العسر، اليسر :المرشدةالكلمات

Abstract

The research has reached The following conclusions and the most important

results are as follows:

DOI: 10.24086/cuesj.v1n1a8

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

157

First: The legislator does not mean the imposition of doing worshippings by

hardship and bothering the human being shouldered with these urdens and duties. But

he meant to realized the interest by doing duties to gain reward. Which is measured

according to the hardship.

Secandly: The nature of the human being is that he was created from weakness,

therefore he is difficulty encountering the life hardships. For this reason the legislation

governing the life circumstances is not too easy to be applied in the Various

circumstances of life.

Thirdly: hardship is of two kinds:

The first one: The worshippings closely related to hardship and difficulty in

doing. Such as self – abnegation in fasting, especially in day hours severe heat.

When the conditions of the call are satisfied. Whereas the second one: the

worshppings which are easy to do in order to eliminate the hards hip by the presene of a

legitimate alternative of the execution of the impositions required, such as being cleaned

by dust ablution, for anyone who has difficulty to use water, because of its being rare.

And a subcategory of hardship is exemplified by the lowest pain like that of the

hand fingers therefore the attainment of this kind of worship is better than avoiding the

hardship in favour of the worship and easiness of this hardship

Keywords: Purposes hardship, easiness, embarrassment.

مقــدمةال

والصالة ) 1(﴾ يريد الله بكم اليسر وال يريد بكم العسر ﴿ :الحمد هللا رب العالمين القائل في كتابه العزيزوعلى آله وصحابته أجمعين، )2(.»إن هذا الدين يسر « :والسالم على نبينا محمد ـ صلى اهللا عليه وسلم ـــ القائل

.وعلى من سار على نهجه ومضى على هديه إلى يوم الدين

تاكيد إرتباط منذ أنزل القرآن الكريم على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وآيات العزيز تتعاقب على األحكام الشريعة اإلسالمية، الكلي منها والجزئي بالحكم والمصالح والمعاني التي تكفل سعادة اإلنسان في عاجله

.وآجله ودنياه وآخرته

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

158

وتغذو هذه الحقيقة واضحة مستقرة بتتبع كثير من النصوص التشريعية التي تبين صلة الوثقى بين األحكام م الفقهية ما هي إال وسائل لتحقيق مقاصد عليا تتجسد مصالح حيوية واقعية في حال والحكم، وتوضع أن األحكا

.إقامتها واإلمتثال بها

يا أيها الذين ﴿ :ومـــن ذلك على سبــيل المثــال قــولــه تــعالى في بيـانه لحكم الصيام في رمضان وحكمتهيام كما قون آمنوا كتب عليكم الصكم تتذين من قبلكم لعلوبيانه سبحانه ألثر الصالة في حياة )3(﴾ كتب على ال

، إلى غير ذلك من اآليات التي تبين من جهة إرتباط )4( ﴾وما جعل عليكم في الدين من حرج ﴿: المسلمين .هة أخرى العبثية في التشريعاألحكام الشرعية بقانون الغاية، وتنفي من ج

- :أهمية الموضوع وأسباب اختياري له�

وأسباب أختياري تظهر عندما ننظر بعين فاحصة وهادفة إلى النقاط ) رفع الحرج(أهمية هذا الموضوع -:التالية

.توضيح ما يمكن توضيحه في المقاصد الشرعية وخاصة موضوع رفع الحرج على المكلفين - 1

.أو تغييب النظرة المقصدية في حياتنا الشعور بغياب - 2

.إن لم يكن إعدادا معدودة من الفقهاء مواضيع المقاصد الشرعية -إتمام األقلية - 3

اليزال طريق اإلجتهاد واإلستنباط ممهدة أمام الباحثين والدارسين إلغناء هذا العلم وتوسيعه دراسة - 4وآراء ) كتابا وسنة(عيداوتحقيقا، شرحا وتشريحا، بناء وتشكيال، إعتمادا على األدلةوتحليال، وتأصيال وتفصيال تق

.الفقهاء والثروة الفقهية الكبيرة لدي المذاهب اإلسالمية جميعا

وأدلى بدلوي ولو أغترف غرفة من البحر المجهول -رفع الحرج- هذه النقاط جعلتني أتناول هذا الموضوع .شرعيةللعلم المقاصد ال

-:حدود البحث�

البحث يدور حول مقاصد رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية، وبيان أسباب التيسير، وضوابط المشقة التي .رفع الحرج، وبيان حكمة رفع الحرج

-:منهج الحرج�

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

159

- :منهجي في كتابة هذا البحث يعتمد على ما يلي

لدليل على وجود رفع الحرج في الشريعة يتناول الباحث رفع الحرج تعريفها لغة واصطالحا ثم ا - 1 .اإلسالمية

.يقوم الباحث بتوضيح كل مسألة إعتمادا على الكتاب والسنة - 2

.الباحث يوثق كل النصوص إلى مصادرها األصلية- 3

.يعرض الباحث النتائج التي يتوصل إليها - 4

-:الدراسات السابقة�

إظهار هذا العلم ووضع ضوابطه وشروطه إبتداء باإلمام ال أحد ينكر قيمة هذه الجهود المتواصلة في وسلطان العلماء العز بن ) المستصفى وشفاء الغليل(وتلميذه اإلمام الغزالي في كتابيه ) البرهان(الجويني في كتابه

) ل األحكاماإلحكام في أصوا(واإلمام اآلمدي) الفروق(واإلمام القرافي في كتابه) قواعد األحكام(عبد السالم في كتابهوكذلك شيخ علم المقاصد اإلمام ) إعالم الموقعين(وتلميذه ابن القيم في كتابه) الفتاوى(واإلمام ابن تيمية في كتابه

).الموافقات(الشاطبي في كتابه

وكذلك ال ناكر للجهود المعاصرة التي قدمها العلماء والمفكرون األفذاذ في موضوع المقاصد وقواعدها في ، والشيخ عالل الفاسي في )مقاصد الشريعة اإلسالمية(سالمية منهم الشيخ طاهر بن عاشور في كتابهالشريعة اإل

، ودكتور )مقاصد الشريعة اإلسالمية(، ودكتور يوسف العالم في كتابه)مقاصد الشريعة اإلسمية ومكارمها(كتابهفلسفة مقاصد (يفة بابكر الحسن في كتابه، ودكتور خل)نظرية المقاصد عند اإلمام الشاطبي(أحمد الريسوني في كتابه

رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية (ودكتور صالح بن عبد اهللا بن حميد في كتابه) التشريع في الفقه اإلسالميوكذلك دكتور ) رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية( ، ودكتور عدنان محمد جمعة في كتابه)ضوابطه وتطبيقاته

ودكتور سمير ) رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية دراسة أصولية تأصيلية( ن في كتابهيعقوب عبد الوهاب الباحسيوكذلك دكتور صالح بن عبد اهللا بن ) رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية ضوابطه وتطبياته( الحراسيس في كتابه

دالوهاب الباحسين في ، ودكتور يعقوب عب) رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية ضوابطه وتطبياته( حميد في كتابهرفع الحرج (، ودكتور عدنان محمد جمعة في كتابه)رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية دراسة أصولية تأصيلية(كتابه

الرخص الشرعية أحكامها وظوابطها، ودكتور عبد ( ، ودكتور أسامة محمد الطالئي في كتابه)في الشريعة اإلسالمية .،وعلماء آخرون)ب الرخص في الشريعة اإلسالميةأسبا(الرحيم توفيق خليل في كتابه

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

160

رغم هذه الجهود الضخمة إال أننا بحاجة ملحة إلى دراسات وتحقيقات كثيرة وجديدة وبعمق ليتسنى لنا .اإلجابة الصحيحة والسليمة للكوم الهائل التي يطرحها الواقع الجديد التي تتصل إتصاال مباشرا بحياة المسلمين

-:هيكل البحث�

.خمسة مطالب وخاتمة) مقاصد رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية(أتناول هذاالبحث

.بيان مفهوم رفع الحرج -:المطلب األول

.بيان الحرج المعتبر - :المطلب الثاني

.أسباب التيسير في رفع الحرج -:المطلب الثالث

.ضوابط الحرج المعتبر - :المطلب الرابع

.حرجحكمة رفع ال - :المطلب الخامس

.بعض القواعد الفقهية المتعلقة برفع الحرج: المطلب السادس

المطلب األول

بيان مفهوم رفع الحرج

إن عنايـــة الشريعة برفــع الحــرج عــن المكلفين يخرج مــن األصل العام الذي قامت عليه الشريعة من جلب .للمفاسدالمصالح ودفع المفاسد، وفي رفع الحرج جلب للمصالح ودفع

.ينبغي الى تعريفهما تعريفا لغويا واصطالحيا - المقاصد و رفع الحرج - وقبل أن نخوض في موضوعنا

)5(.قصد يقصد قصدا ومقصدا: جمع مقصد، يقال: المقاصد لغة

إن مقاصد الشريعة هي الغايات التي وضعت الشريعة ألجل تحقيقها، لمصلحة : المقاصد إصطالحا )6(.العباد

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

161

الضيق الالزم من اجتماع األشياء، ولذلك قيل للمكان الكثيف الشجر الذي : أصل الحرج في اللغة 7(.التصل الراعية اليه حرجا، كون أشجاره قد التفت وتكاثفت بحيث غدا من الضيق ما يمنع الوصول اليه

- :أما الحرج يأتي في القرآن بثالث أوجه

ما يريد الله ﴿ : وقوله )8(﴾ وما جعل عليكم في الدين من حرج ﴿: ومنه قوله تعالى - :الضيق: األول .)9(﴾ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم

.)10(﴾ما قضيت ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا م ﴿: ومنه قوله تعالى -:الشك: الثاني

عفاء وال على المرضى وال على الذين ال يجدون ما ﴿: ومنه قوله تعالى-:االثم: الثالث ليس على الض .)11(﴾ينفقون حرج

.)12(﴾ليــــس على األعــــمى حـــرج وال على األعـــرج حـــرج وال على المريض حرج ﴿ :وقــــــــولـــــــه

فإن تعريف السابقين لمصطلح الحرج لم يخرج في حقيقته عن نطاق المعنى : تعريف الحرج اصطالحا . اللغوي له من الضيق والشك واالثم

كل ما ألحق بالمكلف ضيقا غير معتاد في : ((الحرج بأنه - الرحمن ابراهيم الكيالنىوعرفها الدكتور عبد . )13())بدنه أو نفسه أو ماله عاجال كان الضيق أو آجال

:بإعتباره مركب إضافي) رفع الحرج(تعريف

التيسير على المكلفين بإبعاد المشقة عنهم في ): رفع الحرج(فقد عرفه الدكتور عدنان جمعة )14(.بتهم بتكاليف الشريعة اإلسالميةمخاط

منع وقوع أو بقاء الحرج على العباد بمنع حصوله ابتداء : بـــــ ) رفع الحرج(وعرف الدكتور يعقوب باحسين )15(.أو بتخفيفه أو تداركه بعد تحقق أسباب

:األدلة على رفع الحرج

السالمية التي أقرت اليسر والتسهيل حتى إذا نظرنا الى األصول العامة والمبادىء األساسية للشريعة ا . أصبح ذلك خاصية من خصائص الشريعة اإلسالمية

-:واألدلة التي تنهض بحجية رفع الحرج يمكن تصنيفها الى

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

162

.نصوص عامة من القرآن السنة: الدليل األول

.اإلجماع: الدليل الثاني

. اإلستقراء: الدليل الثالث

.على رفع الحرج في التشريع اإلسالميالدليل العقلي : الدليل الرابع

.نصوص عامة من القرآن والسنة: الدليل األول �

لكم ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لع ﴿: قولـــــــــه تــــعالى - 1 .)16(﴾تشكرون

.)17(﴾وما جعل عليكم في الدين من حرج ﴿: قوله تعالى

وجه الداللة في هاتين اآليتين أنهما تدالن على نفي الحرج في الدين، حيث وردت كلمة الحرج نكرة في .بيرا سياق النفي، والنكرة في سياق النفي أصوليا تدل على العموم، فهذا يدل على نفي الحرج صغيرا أو ك

داكم يريد الله بكم اليسر وال يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما ه ﴿: قوله تعالى - 2 .)18(﴾ ولعلكم تشكرون

.الحرج عنهاأنها نص صريح في إرادة اليسر باألمة ورفع : وجه الداللة في هذه اآلية

نسان ضعيفا ﴿: قوله تعالى - 3 .)19(﴾يريد الله أن يخفف عنكم وخلق اإل

.لقد تضمنت هذه اآلية بمراعاة اهللا لهذه األمة وارادته اليسر بها دون العسر

.)20(﴾ويضع عنهم إصرهم واألغالل التي كانت عليهم ﴿: قوله تعالى- 4

نسينا أو ال يكلف الله نفسا إال وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا ال تؤاخذنا إن ﴿: وقولهلنا ما ال طاقة لنا به أخطأنا ربنا وال تح نا وال تحمذين من قبلنا ربا مل علينا إصرا كما حملته على الواعف عن

.)21(﴾واغفر لنا وارحمنا أنت موالنا فانصرنا على القوم الكافرين

يات أنها تدل داللة قاطعة على أن رفع الحرج مبدأ مقرر وأصل معتبر في الشريعة وجه الداللة لهذه اآل .اإلسالمية

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

163

.)22(﴾ ليس على األعمى حرج وال على األعرج حرج وال على المريض حرج ﴿: قوله تعالى- 5

من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله فمن شهد منكم الشهر فليصمه و ﴿: وقوله .)23( ﴾بكم اليسر وال يريد بكم العسر

الة إن خفتم ﴿: وقوله ذين واذا ضربتم في األرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصأن يفتنكم ال .)24(﴾كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا

كل هذه اآليات تدل على رفع الحرج عن المكلفين، وان اليسر والتسهيل من مبادىء العامة للشريعة .اإلسالمية

لضيق عليكم وشدد ، ولكنه لم يشأ إال : القتبي وقال﴾ ولو شاء الله العنتكم ﴿: وقوله تعالى - 6 )25.(التسهيل عليكم

عفآء وال على المرضى وال على الذين ال يجدون ما ينفقون حرج إذا : وقوله - 7 يس على الضل ﴿هذه االية أصل في سقوط التكليف عن )26( ﴾نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم

فكل من عجز عن شيء سقط عنه ، فتارة إلى بدل هو فعل ، وتارة إلى بدل هو غرم ، وال فرق بين العاجز ؛ال يكلف الله نفسا إال ﴿ :العجز من جهة القوة أو العجز من جهة المال ؛ ونظير هذه اآلية قوله تعالى

)29).(28(﴾على األعرج حرج وال على المريض حرج ليس على األعمى حرج وال ﴿: وقوله )27(﴾وسعها

إن هــــذا الدين يســر، ولــن يشاد هــذا الـديـن أحــد إال غلــبــه، «:قـــــــولـــه عـــليـــــه الصــــالة والســــالم - 8وحــة، وشــىء مـــن الدلج دوا وقــاربوا، وأبــشــروا واستعيــنوا بالغــدوة والــر31(»)30(ة فســد(.

« -رضي اهللا عنهم–هللا عليه وسلم لما بعث معاذا بن جبل وأبو موسى األشعري وكذلك قوله صلى ا )32(.»يسرا، وال تعسرا ، وبشرا ، وال تنفرا

أي التوسط - وأحاديث الرسول صلى اهللا عليه وسلم يدل على عدم اإلفراط والتفريط في التكاليف الشرعية .-في العمل

)33(.»لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل صالة « : يه وسلمقوله صلى اهللا عل - 9

تيسيرا على المكلفين ومراعاة لحالهم وأبقى ) السواك(إذ ترك رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم األمر به . الحكم على الندب دون الوجوب

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

164

أي األديان أحب : سئل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: ، قال - رضي اهللا عنهما -عن ابن عباس - 10 )34(.»الحنيفية السمحة « : إلى اهللا؟ قال

سرتم مسيرا وال لقد تركتم بالمدينة أقواما ما « : عن أنس أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال -11يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة : قالوا . »أنفقتم من نفقة وال قطعتم من واد إال وهم معكم فيه

)35(.»حبسهم العذر « : فقال

ر : فقال - صلى اهللا عليه وسلم- عن أبى مسعود األنصارى قال جاء رجل إلى رسول الله -12 ى ألتأخإنبح من أجل فالن مما يطيل بنا عن صالة الص . بىغضب فى موع -صلى اهللا عليه وسلم-فما رأيت الن ظة قط

يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير « أشد مما غضب يومئذ فقال عيف وذا الحاجة 36(.»والض(

ال قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس فقال لهم رسول الله ق -رضي اهللا عنه-عن أبي هريرة -13ا دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجال من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثو « :صلى الله عليه وسلم

)37(.»معسرين

هلك « -صلى اهللا عليه وسلم-عن األحنف بن قيس عن عبد الله قال قال رسول الله -14 )39(.المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم: المتنطعون )38(.قالها ثالثا. »المتنطعون

إن الله لم يبعثنى معنتا وال متعنتا ولكن بعثنى معلما . . . « :-صلى اهللا عليه وسلم-وقوله -15 )40(.»ميسرا

- :اإلجماع: الدليل الثاني�

والتناقض فاألمة مجمعة على عدم وقوع المشقة في التكاليف الشرعية، ولو كان واقعا لحصل اإلختالف )41(.في الشريعة اإلسالمية

- :اإلستقراء: الدليل الثالث�

فإنا نحكم بمطلق رفع الحرج في األبواب كلها عمال باإلستقراء، (( –رحمه اهللا –قال اإلمام الشاطبي دليل إعتمد -اإلستقراء- وهو )42())فألنه عموم لفظي، فإذا ثبت إعتبار التواتر المعنوي ثبت في ضمنه ما نحن فيه

عليه اإلمام الشاطبي، ومختصر كالمه أن تتبع األحكام الشرعية دل على درء المشاق ورفع الحرج غير المعتادة في جزئيات كثيرة مثل تناول المحرمات في اإلضطرار والنطق بكلمة الكفر مع إطمئنان القلب لالكراه، والمسح على

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

165

فهذه بمجموعها يحصل القطع بأن مقاصد التشريع –ر ذلك الخفين، وقصر الصالة وجمعها للمسافر إلى غي .-اإلسالمي درء المشاق غير العادية على المكلفين

- :الدليل العقلي على رفع الحرج في التشريع اإلسالمي: الدليل الرابع�

رب اليصح التقرب بالمشاق، ألن الق(( ويقول - رحمه اهللا –الدليل العقلي مما قرره العز بن عبد السالم ) 43()).كلها تعظيم للرب سبحانه وتعالى، وليس في عين المشاق تعظيما وال توقيرا

فإنه إذا كان وضع الشريعة على قصد اإلعنات والمشقة، وقد ثبت ((.- رحمه اهللا - ويقول اإلمام الشاطبيأي إذا لم )44())ن ذلكأنها موضوعة على قصد الرفق والتيسير، كان الجمع بينهما تناقضا واختالفا، فهي منـزهة ع

.تكن المشقة مقصودة فإن درء المشقة ورفع الحرج مقصودة في التشريع اإلسالمي

المطلب الثاني

بيان الحرج المعتبر

إن التعب : (( أن المشقة العادية ليست كلها على وزان واحد وذلك يقول -رحمه اهللا –بين اإلمام الشاطبي مختلفة باختالف تلك األعمال، فليست المشقة في ركعتي الفجر كالمشقة في الصبح والمشقة في األعمال المعتادة

وال المشقة في الصالة كالمشقة في الصيام، وال المشقة في الصيام كالمشقة في الحج، وال المشقة -أي الضحى –له مشقة معتادة فيه في ذلك كلها كالمشقة في الجهاد، إلى غير ذلك من أعمال التكليف، ولكن لكل عمل في نفسه

.)45())توازي مشقة مثله من األعمال العادية، فلم تخرج من المعتاد على الجملة

كل أمر مشاق جعل الشارع فيه للمكلف مخرجا، فقصد الشارع بذلك -رحمه اهللا -يقول اإلمام الشاطبي .)46(المخرج أن يتحراه المكلف إن شاء اهللا

يرى أن حكم الرخصة اإلباحة مطلقا، فال يلزم المكلف - رحمه اهللا -فاإلمام الشاطبي - ):إن شاء: (قوله .باألخذ بالرخص، وانما إذا أتى بها فله ذلك من غير أن يترتب عليه إثم ترك العزيمة واإلقدام على الرخصة

نفسه أما بالنسبة للمضطر الذي اليجد من الحالل مايرد به نفسه فيقدم على أكل الميتة وجوبا حفاظا على وال ﴿: وانما أقدم على العزيمة أعلم اهللا بقوله) الشاطبي(فهو عند التحقيق لم يقدم على رخصة وفق ما يوضح

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

166

فهو مأمور بإحياء نفسه، ومثل هذا اليسمي رخصة ألنه راجع إلى )47(﴾تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما .أصلي كلي إبتدائي

.جمهور األصوليون والفقهاء يخالفون اإلمام الشاطبي في أن الرخصة تناوبها أحكام عدةأما

وذلك في حالة الخوف والهالك؛كأكل الميتة عند غلبة الجوع، واساغة الغصة بالخمر، : الوجوب - 1 . ويكون المكلف آثما إذا ترك األخذ بالرخصة

ويكون في حالة سالمة النفس إذا لم يأخذ بالرخصة ولكن مع المشقة إال أنها أخف من رتبة : الندب - 2 .المشقة األولى، كالقصر في السفر، والفطر لمن يشق عليه الصوم، والنظر في المخطوبة

وال ترجيح كالسلم والعارية، من حيث أن المكلف مخير بين التعامل بالسلم وعدم التعامل به : اإلباحة - 3 .ألحد الطرفين على اآلخر ألن مشقة الترك ليست بالغة، فترك الخيار فيها للمكلف ليقدرها بتقديره

كالمسح على الخف، والجمع بين الصالة لمن ال يتضرر، والتيمم لمن وجد الماء يباع : األولى الترك - 4على اللسان، وانما عد ترك هذه الرخص أولى بأكثر من ثمن المثل وهو قادر على شرائها، وكذلك إجراء كلمة الكفر

من القيام بها ألن المكلف يحصل بتركها مصلحة أعظم من المصلحة التي يحصلها بفعلها، إضافة إلى ما في ذلك من إظهار لحمية المسلم وغيرته على دينه، وهذه في حد ذاتها مصلحة تفوق مصلحة إبقاء النفس مع النطق بكلمة

.الكفر

وتــكون عندها ال يجد المكلف مشقة وان وجـــد سببها أو تكون المشقة يسيرة كالقصر في : كراهيــــةال - 5 .أقـــل من ثـــــالثة أيام

ال ينكر أن تكون للرخصة هذه األحكام، بحيث - رحمه اهللا –ولكن عند التحيق نرى أن اإلمام الشاطبي .جوب أو الندب او مكروها أو مخالفا لألولىيكون هناك قدر زائد على المباح فيرتقي إلى الو

.أن الرخصة إذا كان مأمورا بها وجوبا أو ندبا فهي عزائم ال رخص -رحمه اهللا –ولذلك يرى الشاطبي

فالمضطر الذي ال يجد من الحالل ما يرد به نفسه رخص له في أكل الميتة قصدا لرفع الحرج عنه وردا وال ﴿:إن خاف التلف وأمكنه تالفي نفسه بأكلها كان مأمورا بإحياء نفسه لقوله تعالىلنفسه من ألم الحرج، أما

ومثل هذا ال يسمى رخصة ألنه راجع إلى أصل كلي إبتدائي، فكذلك )48( ﴾تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ور بإحيـــاء نفسه فـــال يسمى رخصة مــــن هـــذا الوجـــــه وان سمـي من خاف التــلـف إن تـــرك أكل الميتـــة فهــو مأم

. رخصة من جهة رفــع الحــرج

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

167

وان . فهو عزيمة ال رخصة -عند الشاطبي -وهذا يدل على أن كل ما كان مطلوبا طلب ندب أو وجوب : (( سمي رخصة من جهة رفع الحرج وهو أمر قد صرح به بعض األصوليين عدا الشاطبي كاإلمام الجويني إذ قال

)49()).أن أكل الميتة ليس برخصة فإنه واجب

)50(.إن هذا يقتضي أن تأكل الميتة عزيمة ال رخصة: وكذلك قال إبن دقيق العيد حيث يقول

وأيضا فالمباحثات منها ما -رحمه اهللا -للمكروه وخالف األولى من الرخص، يقول الشاطبي أما بالنسبة .المكروه وخالف األولى داخلة ضمن المباحات - أي أنهما –هو محبوب ومنها ما هو مبغض

.وعلى كل فاإلختالف لفظي أما النتيجة فهي واحدة في منتهاها سواء أكانت رخصة أم عزيمة

الثالثالمطلب

أسباب التيسير في رفع الحرج

ان الشارع ال يتوجه إلى المشقة االزمة عن الفعل سواء اكانت مقدورة ام غير مقدورة ومعتادة أم غير معتادة، أما غير المعتاد من المشاق فالشارع ال يقصد إبتداء التكليف بالعمل، وأما العمل منهما فالشارع وان كان

و غير قاصد ما ينتج عنها من مشاق، وانما يقصد ما يترتب عليها من مصالح ال تنفك يقصد التكليف بسببها فه .جنس المشاق عن مالزمتها

-:السفر: السبب األول

إذ اناط الشارع به الكثير من الرخص والتخفيفات التفاتا من الشارع للمشقة التي تالزم المكلف في الغالب .لتيسير مختلف فيهغير أن ضابط السفر المعتبر سببا في ا

أما المالكية والشافعية )51(,فالحنفية يعتبرون السفر المستوجب للرخصة هو السفر ثالثة أيام سيرا وسطا )52(.والحنابلة فالمعتبر عندهم قطع ستة عشر فرسخا

-:المرض: السبب الثاني

عليه إحتماله أو يؤخر المرض الذي يعتبر سببا للتخفيف هو الذي يكون شديدا بحيث يلحقه ضرر يشق .من شفائه

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

168

وان كنتم ﴿: ومن الرخص التي أناطها الشارع بهذا السبب التيمم عند مشقة إستعمال الماء لقوله تعالىموا صعيدا طيبا فامسحوا مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو المستم النساء فلم تجدوا ماء فتي م

.)53(﴾بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا

- :الخطأ: السبب الثالث

كمن يرمي شخصا يظنه صيدا : ويراد به ما يصدر عن المكلف من غير عمد سواء أكان خطأ في القصد .كمن يهدف نحو غرض ما فيصيب آدميا أو حربيا فإذا هو مسلم، أم في الفعل

ومطهر التخفيف فيه إن الشارع قد إعتبره سببا في عدم تريب اإلثم والعقاب، رغم وقوع الفعل المحظور في .)54(»وا عليه إن الله تعالى وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكره «: المخطيء لقوله صلى اهللا عليه وسلم

أما بالنسبة للحكم الدنيوي فإن وقع في ترك مأمور يمكن تداركه لم يسقط بالخطأ فيه، كمن اجتهد في لبس .)55(ثياب وصلى بها ثم بان أن الذي لبس كان نجسا لزمه اإلعادة

المخطيء أن هذا فيما إذا كان الخطأ في حق اهللا، أما إذا كان في حق من حقوق العباد فقد تحتم على ومن قتل ﴿: يعوض عما إرتكبه من خطأ، كما لو أتلف ماله، أو قتل مسلما خطأ فعليه الدية والكفارة لقوله تعالى

دقوا أن يص مة إلى أهله إال56(﴾ مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسل(.

-: نسيانال: السبب الرابع

وهو عدم القدرة على استحضار الشيء عند الحاجة إليه وهو من األسباب التي جعلها اهللا سببا للتخفيف .أن الناسي ال تترتب عليه المؤاخذة األخروية فكل فعل من ناس فهو عفى عنه: والتيسير، ومظهر التيسير فيه

-:اإلكراه: السبب الخامس

، ودليل التخفيف عن الكره قوله تعالى في حق من أكره على )57(هحمل الغير على ما ال يرضا: وهويمان ﴿: النطق بكلمة الكفر .)58(﴾إال من أكره وقلبه مطمئن باإل

استكرهوا إن الله تعالى وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما « : وقوله صلى اهللا عليه وسلمومضهر التيسير على المكره أن اإلجماع فقد انعقد على رفع اإلثم األخروي المتمثل في العقاب .)59(»عليه

.والثواب

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

169

-: الجهل: السبب السادس

، وهو الجهل البسيط، فإن عرف الشيء )60(يعرف الجهل بأنه؛ عدم العلم بما من شأنه أن يكون عالما به .حقيقته فهو الجهل المركبولكن على خالف

إعلم : (( الحد الفاصل بين ما يعفى عنه من الجهاالت وما ال يعفى عنه فقال - رحمه اهللا –وبين القرافي أن صاحب الشرع قد تسامح في جهاالت فعفا عن مرتكبها وأخذ بجهاالت فلم يعف عن مرتكبها، وضابط ما يعفى

راز عنه عادة، وما ال يتعذر اإلحتراز عنه، وال يشق لم يعف الجهل الذي يتعذر اإلحت: عنه من الجهاالت .)61())عنه

ولذا لم يعد الجهل فيما يشترك غالب الناس بالعلم فيه عذرا لتحريم الخمر والزنا والقتل والسرقة ووجوب از منها وال الصالة والصيام والزكاة والحج ألن مثل هذه األحكام فاض انتشارها واشتهارها بحيث ال يتعذر اإلحتر

.يعتبر الجهل بها عذرا مقبوال إال في حال كون الشخص قريب عهد باإلسالم

-:العسر وعموم البلوى: السبب السابع

أي ما يعسر اإلحتراز أو اإلمتناع عنه إال بمشقة بالغة نظرا لنـزارته وخفائه أو كثرته وانتشاره، كالصالة لدمل والبراغيث والصديد وطين الشارع وأثر نجاسة عسر زواله وذرق الطير مع النجاسة المعفو عنها كدم القروح وا

.)62( ﴾ال يكلف اهللا نفسا إال وسعها ﴿: لقوله تعالى, إذا عم في المسجد

والباعث على استدعاء الرخصة يرجع إما إلى نـزارة الشيء وقلته بحيث يصعب اإلحتراز منه، أو يرجع إلى كثرة الشيء وانتشاره، أما المثال على قلة الشيء كالشيء عن يسير النجاسات كدم القروح والدمل والبراغيث،

إنها « : لحكمة طهارة سؤر الهرة إذ قال والمثال على كثرة الشيء أشار الرسول صلى اهللا عليه وسلم في بيانه .بحيث يصعب اإلحتراز منا. )63(.»ليست بنجس إنها من الطوافين والطوافات عليكم

- :النقص: السبب الثامن

ص يقصد به نقص الصبي عن البالغ العاقل، ونقص المرأة عن الرجل في الطبيعة، إذ راعى الشارع نقكالجماعة والجمعة والجهاد، وكذلك روعي : المرأة في الطبيعة التكوينية فلم يكلفها بكثير مما وجب على الرجال .نقص الصبي فلم يكلف بما كلف به العاقل البالغ من التكاليف الشرعية

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

170

المطلب الرابع

ضوابط الحرج المعتبر

أصول الشريعة اإلسالمية المقطوع بصحتها إن الشارع إذ ال يقصد التكليف بالشاق من اإلعمال، ومن ﴿: قال تعالى. رفع الحرج عن الناس وارادة اليسر بهم، وعلى هذا األصل دل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

.)65(﴾د بكم العسر يريد الله بكم اليسر وال يري ﴿: وقال تعالى .)64(﴾وما جعل عليكم في الدين من حرج

« :وفي السنة النبوية المطهرة وردت أحاديث كثيرة تبين هذا الصل وتؤكده مثل قوله صلى اهللا عليه وسلم وأبشروا واستعينوا بالغـــدوة إن هذا الدين يسر ، ولن يشاد هــــذا الدين أحـــــد إال غلبه ، فسددوا وقاربــوا ،

وحة ، وشىء مــن الدلجة ه «: قالت -رضي اهللا عنها -، وعن عائشة )66(»والرر رسول اللصلى اهللا عليه - ما خي .)67(»بين أمرين إال أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه -وسلم

إذ ليس كل عمل فيه جنس المشقة يكون مستدعيا للتخفيف والتيسير، فقد يكون العقل ثقيال على النفس ، فليست األعمال الشاقة إذن على وزان واحد من حيث المشقة الناجمة ولكن داخل تحت قدرة المكلف واستطاعته

.عنها ومن هنا يجب وضع ضوابط تحدد وتبين حقيقة المشقة التي قصد الشارع رفعها

:التكاليف التي تصاحبها المشقة�

:إن المشاق قسمان: -رحمه اهللا-يقول اإلمام القرافي

غسل في البرد والصوم في النهار الطويل والمخاطرة بالنفس في ال تنفك عنه العبادة كالوضوء وال: أحدهما )68(.الجهاد ونحو ذلك فهذ القسم ال يوجب تخفيفا في العبادة ألنه قرر معها

: وهي ثالثة أنواع, المشاق التي تنفك عنها العبادة :وثانيها

فيوجب التخفيف، ألن حفظ يقع في رتبة العليا كالخوف على النفوس واألعضاء والمنافع،: القسم األول .هذه األمور هو سبب مصالح الدنيا واآلخرة

مشقة ضعيفة كأدنى وجع إصبح فتحصيل هذه العبادة أولى من درء هذه المشقة لشرف : القسم الثاني .العبادة وخفة هذه المشقة

قرب من الثاني مشقة متوسطة بين هذين المرتبتين، فما قرب من العليا أوجب التخفيف وما: القسم الثالثلم توجب التخفيف، واألجر على قدر المشقة، وهذا التخفيف الذي يراعي وفقا لهذه الدرجات وقد يكون إسقاطا

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

171

, كإسقاط الجمعة والحج بأعذار سقوطها وقد تكون ترخيصا كأكل الميتة للمضطر وقد تكون تغييرا كصالة الخوف .أي عرف العلماء وهذه المشقة المتوسطة الضابط لها إال العرف

المشاق ضربان ال تنفك العبادة عنها، كمشقة الوضوء : - رحمه اهللا- يقول اإلمام عز بن عبد السالم وكمشقة إقامة الصالة في الحر والبرد، وال سيما صالة الفجر، وكمشقة الصوم في شدة )69(والغسل في السبرات

سقاط العبادة والطاعات وال في تخفيفها، ألنها لو آثرت لفاتت الحر وطول النهار، فهذه المشاق كلها ال أثر لها في إ . )70(مصالح العبادات والعادات

: )71(وأهم ضوابط رفع الحرج هي

وذلك كالمرض والسفر فإن كال منهما سببا واضحا للترخيص : أن يكون الحرج حقيقيا ال توهميا .1تتطلب الترخيص، أما إذا كان الحرج توهميا فال أثر له في حالة إستثنائية ) المرض والسفر(والتخفيف، ألن كالهما

.التخفيف ألن األحكام ال يبنى على التوهم

وذلك كمشقة القيام في الصالة لغير القادر علية حين يدخل في : أن يكون الحرج حاليا ال مآليا.2مظنون والمتوقع بسبب اإلستمرارية الصالة ألن هذه المشقة حاصلة عند مباشرته بها، أما إذا كان الحرج مآليا وهو ال

والمداومة على خصلة من النوافل من صالة وصيام فه الحرج ليس له أي تأثير، ألن األحكام الشرعية ال تبنى على .التوقعات والترخيصات

البد أن يتخلل العبادة أو العمل مشقة ما ، : أن يؤدي الحرج إلى حصول خلل في البدن أو النفس.3التي هي مقصد للشارع وغيرها من المشقات التي تكتنف العبادات ، إال أنه البد من توفر مقدار كمخالفة الهوى

معين من الحرج والمشقة ليكون له تأثير في األحكام ، وحيث ال يوجد ضابط محدد يقاس به الحرج ألن طبيعة عن مشقة الوضوء والصالة، فحيث العبادات واألعمال هي التي تحدد مقدار الحرج والمشقة ، فمشقة الجهاد تختلف

إن أدى الحرج إلى حصول خلل أو مرض أو فساد في البدن أو : ال يوجد ضابط لقياس درجة الحرج فأولى أن يقال .النفس أو المال كان هذا الحرج مؤثرا في األحكام ترخيصا وتخفيفا

فإكان قطعيا فال : أو ظنيا والنص الشرعي إما أن يكون قطعيا : أن ال يصادم رفع الحرج نصا شرعيا.4خالف في األخذ بالنص، ألن الشارع هو أدرى بمصلحة العباد وبمقدار الحرج الواقع عليهم، و عالم بمقدرة الكلف على القيام بما كلف به، وأمــا إن كان النص ظنيا فاألصح عند العلماء إلى رد النص، ألن رفع الحرج راجع إلى

.األدلة النصيةالقطعية

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

172

المطلب الخامس

حكمــــــــــة رفـــــــــــــع الحـــــــرج

- :تتلخص حكمة رفع الحرج على المكلفين فيما يلي

يريد الله أن يخفف عنكم ﴿: يقول اهللا تبارك وتعالى - :مراعاة ضعف المكلف وتحبيب العبادة إليه - 1نسان ضعيفا .)72(﴾وخلق اإل

تضمنت هذه اآلية التذكير بمراعاة اهللا لهذه األمة وارادته اليسر بها دون العسر، وما كانت طبيعة لقد اإلنسان التكوينية هي الضعف وعدم القدرة على تحمل المشاق المرهقة ناسب وضع هذه الطبيعة أن تكون الشريعة

فطرته ومبلغ تحملها، وهذا من الحكمة البالغة التي تحكمه سهلة يسيرة ال حرج فيها وال إعنات مراعاة كاملة لطبيعة يقــول : في التشريع المالئم لمقومات الفــطرة اإلنسانــية، ولكي تنــجلي حــكمتــه في تحبــيــب الطــاعــة في قلب المــؤمــن

يمان وزينه في قلوبكم ﴿: اهللا تعالى .)73( ﴾ولكن اهللا حبب إليكم اإل

ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها، : ((. . . عن سماحة الشريعة -رحمه اهللا -ويقول ابن القيم فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى

.)74())العبث، فليست من الشريعة وان أدخلت فيها بالتأويل، فالشريعة عدل اهللا بين عباده ورحمته لخلقه

الخوف من اإلنقطاع : أي خوف وقوع فساد الديني أو الدنيوي: خوف اإلنقطاع عن التكليف أو بعضه - 2في الطريق وبغض وكراهة التكليف وينتظم تحت هذا المعنى العام الخوف من إدخال الفساد عليه في جسمه أو

.عقله أو ماله

اجب أو فعل محرم، وهو األمر الذي يشير أما الخلل الديني أي بغض العبادة وكراهة التكليف أو تعطيل و .)75(»يا أيها الناس عليكم من األعمال ما تطيقون فإن الله ال يمل حتى تملوا« :إليه الرسول صلى اهللا عليه وسلم

« :ى اهللا عليه وسلمحين أطال الصالة بالناس فقال له الرسول صل -رضي اهللا عنه - ومنها حديث معاذفاتن ــــ ثالث مرات ـــــ فلوال صليت بسبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى ( يا معاذ أفتان أنت، أو

عيف وذو الحاجة 76(»فإنه يصلي وراءك الكبير والض(.

ي فهو ما يصيب المكلف من الفساد يصيب جسمه أو ماله أو حاله، مثل تكليف وأما الخلل الدنيو المريض بالتكليف التي تزيد من مرضه أو تؤخر من برئ؛ كايجاب الصيام عليه أو مطالبته بالوضوء إذا كان

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

173

شقة، فهذه كلها الوضوء مما يشق عليه او مطالبته بالقيام في الصالة إذا كان يتعذر عليه ذلك وال يتحمله إال بالم )77(.من شانها ان تدخل الخلل على نفس المكلف

خوف التقصير عند مزاحمة الوظائف -:الخوف من التقصير عند مزاحمة التكاليف المتعلقة بالمكلف - 3المتعلقة بالعبد والمختلفة الواع، مثل قيامه على أهله ووله، فربما كان التوغل في بعض العمال شاغال عنها وقاطعا

)78(.بالمكلف

المطلب السادس

بعض القواعد الفقهية المتعلقة برفع الحرج

:الضرورات تبيح المحظورات: القاعدة األولى

:القاعدة تطبيقات

:لهذه القاعدة تطبيقات وصور عديدة، وقد ذكر السيوطى بعضا منها حيث قال

ومن ثم جاز أكل الميتة عند المخمصة، واساغة اللقمة بالخمر، والتلفظ بكلمة الكفر لإلكراه، وكذا إتالف المال، وأخذ مال الممتنع من أداء الدين بغير إذنه، ودفع الصائل ولو أدى إلى قتله، ولو عم الحرام قطرا بحيث

واليرتقى إلى : قال اإلمام, يه وال يقتصر على الضرورةاليوجد فيه حالل إال نادرا فإنه يجوز استعمال ما يحتاج إل . )79(التبسط وأكل المالذ، بل يقتصر على قدر الحاجة

:المشقة تجلب التيسير :القاعدة الثانية

:تطبيقات القاعدة

منها أباح الشارع اإلنتفاع بملك الغير بطريق اإلجارة واإلعارة، والقرض، : ولهذه القاعدة كذلك تطبيقاتهل األمر باإلستعانة بالغير وكالة وايداعا، وشركة ومضاربة، ومساقاة، وأجاز اإلستيفاء من غير المديون حوالة، وس

.وبإسقاط بعض الدين صلحا أو إبراء، وبالتوثيق على الدين برهن أو كفيل

، ومما علم من دين األمة بالضرورة كرخص القصر والفطر والجمع، وتناول المحرمات فى اإلضطرار . فإن هذا نمط يدل قطعا على مطلق رفع الحرج والمشقة، والتيسير والتسهيل على الناس

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

174

.)80( يتخرج على هذه القاعدة جميع رخص الشرع وتخفيفاته : وقال العلماء

. إذا ضاق األمر اتسع :القاعدة الثالثة

، وقد أجاب بها » األمر اتسع إذا ضاق « : هذه القاعدة هو من قول الشافعي رضي الله تعالى عنه :في ثالثة مواضع

.فيما إذا فقدت المرأة وليها في سفر فولت أمرها رجال يجوز -أوال

.في أواني الخزف المعمولة بالسرجين يجوز الوضوء منها -ثانيا

.)81(فيما يحمله الذباب على رجله من النجاسة يعفى عنه - ثالثا

الضرر يزال، وما يتعلق بهذه القاعدة من قواعد، كالضرورات تبيح المحظورات والحاجة :القاعدة الرابعة . تنزل منزلة الضرورة

: يبني الفقهاء على هذه القاعدة كثيرا من أبواب الفقه، منها

شتري، وغير ذلك، الرد بالعيب، وجميع أنواع الخيار، من خالف الوصف المشروط، والتعزير، وافالس الموالحجر بأنواعه، والشفعة؛ ألنها شرعت لدفع ضرر ا لقسمة، والقصاص، والحدود، والكفارات، وضمان المتلف، والقسمة، ونصب األئمة والقضاة، ودفع الصائل، وقتال المشركين، وقتال البغاة، وفسخ النكاح بالعيوب أو اإلعسار،

.وغير ذلك

راعية قبل أن يستحصد الزرع تبقى األرض في يد المستأجر بأجر المثل لو انتهت مدة إجارة األرض الز . حتى يستحصد منها لضرر المستأجر بقلع الزرع قبل أوانه

لو باع شيئا مما يسرع إليه الفساد كالفواكه مثال، وغاب المشتري قبل نقد الثمن وقبض المبيع وخيف . فساده، فللبائع أن يفسخ البيع ويبيع غيره دفعا للضرر

قضائي يجوز حبس المشهورين بالدعارة والفساد حتى تظهر توبتهم، ولو لم يثبت عليهم جرم معين بطريق قد يحتاطون ويتحفظون، فقد يمألون الدنيا فسادا واضرارا وال يمكن إثبات شيء عليهم بطريق دفعا لشرهم؛ ألنهم

.)82(قضائي

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

175

ليست على إطالقها فإن هناك من المحرمات " الضرورات تبيح المحظورات" أن القاعدة الفقهية :مالحظة : ما ال يباح ال لضرورة وال لغيرها

.فمثال ال يباح الزنا للضرورة

.باح القتل والسرقة للضرورةوال ي

. واليباح الشرك والكفر للضرورة

: إن المحرمات قسمان: (قال شيخ اإلسالم

كالشرك، والفواحش، والقول : ما يقطع بأن الشرع لم يبح منه شيئا ال لضرورة وال لغير ضرورة: أحدهماقل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر ﴿: لىوالظلم المحض، وهى األربعة المذكورة في قوله تعا. على اهللا بغير علم

ل به سلطانا ه ما لم ينزوأن تشركوا بالل ثم والبغي بغير الحق وأن تقولوا على الله ما ال منها وما بطن واإل ـ )83(﴾ تعلمون

محرمة في جميع الشرائع، وبتحريمها بعث اهللا جميع الرسل، ولم يبح منها شيئا قط، وال في فهذه األشياء حال من األحوال، ولهذا أنزلت في هذه السورة المكية، ونفي التحريم عما سواها، فإنما حرمه بعدها كالدم والميتة

.)84(ولحم الخنزير حرمه في حال دون حال، وليس تحريمه مطلقا

ــــةالخــاتـمـ

:أهم النتائج التي انتهى إليها البحث كانت كاآلتي

لم يقصد الشارع بالتكاليف في أداء العبادات عن طريق مشقة المكلف واحراجه فيها، إنما القصد هو :أوال .جلب المصلحة له في أداء الفروض لكسب األجر عليها، واألجر على قدر المشقة

ضعيفا في مواجهة صعبات الحياة فكانت الشريعة التي تحكمها يسيرة فطرة اإلنسان كونه خلق : ثانيا .وليست عسيرة بحيث يتعذر تطبيقها من خالل مرام كثيرة

- :إن المشقة والحرج ثالثة أقسام: ثالثا

ـــ العبادات التي ال تنفك عن المشقة والصعوبة في أدائها كمجاهدة النفس في الصوم ال سيما في ساعات 1 .الطويل والحر الشديدالنهار

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

176

ـــ هي العبادات التي تكون يسيرة األداء لرفع المشقة على المكلف من خالل وجود بديل شرعي عن أداء 2 .الفرض المطلوب كما في إجراء التيمم لمن يشق عليه استعمال الماء وتعذر وجوده

. ادة وخفة هذه المشقةـــ وقسم ضعيفة فتحصيل هذه العبادة أولى من درء هذه المشقة لشرف العب3

:التوصية

أوصي كل الدعاة بالتيسير واللين وعدم التنفير لقوله صلى اهللا عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل وأبو .1بدأ وصيته باألمر –صلى اهللا عليه وسلم - فالرسول ). )85(.»يسرا، وال تعسرا، وبشرا، وال تنفرا« : موسى األشعري

.وعدم التعسير على الناس، فهذا المبدأ أساس راسخ في أصول الدعوة بالتيسير

أن اإلسالم قد وبخ المتشددين الذين يشددون على المسلمين لذا عن الدعاة اإلبتعاد عن التشدد والغلو .2ألنه مخالف لمقاصد شرعنا الحنيف، فإن كان في موطن يقتضي التيسير وعسر على الناس فهو مخالف لهدي

صلى اهللا عليه - وان نفر في موطن يحتاج إلى تبشير فهو كذلك مخالف لهديه -صلى اهللا عليه وسلم -النبي هلك : ( –صلى اهللا عليه وسلم - حيث يهلك أولئك أنفسهم، فقد قال , فقد حذر من التشدد وأوعد بالهالك. وسلم

.للحدود في أقوالهم وأفعالهم والمتنطعون هم المغالون المتعمقون المجاوزون, قالها ثالثا) المتنطعون

:الهوامش

.185سورة البقرة ) 1( ه ، الناشر مجلس دائرة المعارف 1344رواه البيهقي،أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، السنن الكبرى، الطبعة األولى ) 2(

ورواه النسائي،أحمد . 18ص/3، ج)4929: (النظامية، الهند، حيدر آباد، باب القصد في العبادة والجهد في المداومة ،رقم الحديث دار : عبد الغفار سليمان البنداري ــ و ــ سيد كسروي حسن، الناشر.د: بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، سنن الكبرى،تحقيق ورواه إبن حبان، . 535ص/ 6ج) 11765: (م، رقم الحديث1991ه ــ 1411: علمية، بيروت ـ لبنان،الطبعة األولىالكتب ال مؤسسة : شعيب األرنؤوط، الناشر: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، تحقيق وفي . 63ص/ 2ج) 351: (، باب ما جاء في الطاعات وثوابها، رقم الحديث1993 – 1414ة ، بيروت ، الطبعة الثاني –الرسالة

، صحيح البخاري، الجامع الصحيح المختصر، محمد بن إسماعيل )إن الدين يسر( لفظ للبخاري أن النبي صلى اهللا عليه و سلم قال ه 1407بيروت، الطبعة الثالثة ، –دار ابن كثير ، اليمامة : لبغا، الناشر مصطفى ديب ا. د: أبو عبداهللا البخاري الجعفي، تحقيق .23ص/1، ج)23: (م، باب الدين يسر، رقم الحديث1987 –

.183:سورة البقرة) 3( .78:سورة الحج) 4(الطبعة , بيروت-دار صادر: الناشر, لسان العرب, محمد بن مكرم بن منظور األفريقي المصري, ابن منظور:أنظر 5)(

.353ص/3ج,األولى

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

177

.19م، ص1995هـ ـ 1415الريسوني، أحمد، نظرية المقاصد عند اإلمام الشاطبي، الطبعة الرابعة 6(( .233ص/2باب حرج ج, لسان العرب, وابن منظور. 182ص, القاموس المحيط, محمد بن يعقوب, الفيروزآبادي) 7( .78: سورة الحج) 8( .6: سورة المائدة) 9( .65: سورة النساء) 10( .91: سورة التوبة) 11( .17: سورة الفتح) 12( ، دمشق ـــ سورية، عبد الرحمن إبراهيم، قواعد المقاصد عند اإلمام الشاطبي عرضا ودراسة وتحليال، دار الفكر. الكيالني، د: أنظر) 13(

.275م، ص2000ه ـــ 1421الطبعة األولي، .25ص, الطبعة الثالثة, مؤسسة الرسالة, رفع الحرج في الشريعة االسالمية, عدنان محمد جمعة: أنظر) 14(مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية دراسة أصولية تأصيلية، , يعقوب عبد الوهاب. د, الباحسين: أنظر) 15(

.48ص, م2001/هـ 422, الرابعة .6: سورة المائدة) 16( .78: سورة الحج) 17( . 185: سورة البقرة) 18( . 28: سورة النساء) 19( . 157: سورة األعراف) 20( . 286: سورة البقرة) 21( . 17: سورة الفتح) 22( . 185: سورة البقرة) 23( .101:سورة النساء) 24(الجامع , القرطبي, )هـ 671: المتوفى (أبو عبد اهللا محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين : انظر )25(

, م 2003/ هـ 1423: الطبعة , دار عالم الكتب، الرياض، المملكة العربية السعودية: الناشر, هشام سمير البخاري: تحقق, ألحكام القرآن .66ص/3ج .91: لتوبةسورة ا) 26( .286: سورة البقرة) 27( .61: سورة النور) 28([ أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي, والطبري. 226ص/ 8ج, الجامع ألحكام القرآن, القرطبي: أنظر) 29(

, م2000 -هـ1420:األولى: الطبعة, مؤسسة الرسالة: الناشر, أحمد محمد شاكر: تحقق,جامع البيان في تأويل القرآن, ]هـ 310 - 224 .419ص/ 14ج بضم الدال واسكان الالم ويجوز في اللغة فتحها ويقال بفتح الالم أيضا وهو بالضم السير آخر الليل وبالفتح سير الليل، : الدلجة) 30(

و 134ص/ 2العيني الحنفي، جعمدة القاري شرح صحيح البخاري، بدر الدين : أنظر. ومن أهل اللغة ان الدلجة سير الليل كله . 138ص

).2(هامش رقم سبق تخريجه) 31( كتاب الوصايا، باب ما يكره من التنازع واإلختالف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه، ) 59(رواه البخاري، صحيح البخاري ، ) 32(

ومسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، . 1104، ص3، ج)2873: (رقم الحديث

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

178

الجهاد والسير، باب في األمر بالتيسير وترك التنفير، رقم ) 33(دار األفاق الجديدة ـ بيروت، + دار الجيل بيروت : الناشر .141ص/ 5، ج)4623: (الحديث

) 3(ومسلم، . 303ص/ 1، ج)847: (باب السواك يوم الجمعة، رقم الحديث) 7(كتاب الجمعة، ) 17(رواه البخاري، ) 33( .151ص/ 1باب السواك، ج) 15(الطهارة،

شعيب : ليقتع, القاهرة –مؤسسة قرطبة : مسند اإلمام أحمد بن حنبل، الناشر, رواه أحمد، أحمد بن حنبل أبو عبداهللا الشيباني 34)(محمد ناصر الدين , صحيح األدب المفرد لإلمام البخاري, والبخاري في األدب المفرد. 236ص/1، ج)2107(األرنؤوط، رقم الحديث

, )220/287(رقم الحديث, باب حسن الخلق إذا فقهوا) 124(, هـ1421: الطبعة األولى: الطبعة, دار الصديق: الناشر, األلباني .125ص

باب فى الرخصة فى ) 20(, دار الكتاب العربي ـ بيروت: الناشر, سنن أبي داود, سليمان بن األشعث السجستاني, داود رواه أبو) 35( .319ص/2ج, القعود من العذر

الة فى تمام ) 37(رواه مسلم، صحيح مسلم، ) 36( ة بتخفيف الص 2/42ج ,)1072(رقم الحديث. باب أمر األئم. , )5777(رقم الحديث, )يسروا وال تعسروا : ( باب قول النبي صلى اهللا عليه و سلم) 80(, كتاب األدب)81(, رواه البخاري) 37( .2270ص/5ج .58ص,8ج, )6955(رقم الحديث, باب هلك المتنطعون ) 4(, رواه مسلم) 38(أبو زكريا , والنووي. 34ص/6ج, الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج, لعبدالرحمن ابن أبي بكر أبو الفض, السيوطي: أنطر) 39(

الطبعة الطبعة الثانية , بيروت –دار إحياء التراث العربي : الناشر, المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج, يحيى بن شرف بن مري النووي .220ص/16ج, ه1392: .187ص/4ج, )3762(رقم الحديث, أته ال يكون طالقا إال بالنية باب بيان أن تخيير امر ) 4(, رواه مسلم) 40(أبو عبيدة : ، الموافقات،تحقيق)هـ790:المتوفى(الشاطبي، إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي : أنظر) 41(

.212ص/2م، ج1997/هـ1417دار ابن عفان، الطبعة األولى: مشهور بن حسن آل سلمان، الناشر .59ـ 58ص/ 4الشاطبي، الموافقات، ج: أنظر) 42( أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، : العز بن عبد السالم، المؤلف: أنظر) 43(

دار : محمود بن التالميد الشنقيطي، الناشر : نام، المحقق، قواعد األحكام في مصالح األ)هـ660:المتوفى(الملقب بسلطان العلماء .31، ص1لبنان، ج –المعارف بيروت

. 213ص/ 2ج : الشاطبي، الموافقات: أنظر) 44( .269ص/2ج: المصدر السابق: أنظر) 45( .531ص/ 1ج: المصدر السابق: أنظر) 46( . 29: سورة النساء) 47( . 29: سورة النساء) 48(الزركشي، بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد اهللا الزركشي، البحر المحيط في أصول الفقه، تحقيق ضبط نصوصه وخرج : أنظر) 49(

/ 1بيروت، ج -لبنان: م، مكان النشر2000 -هـ1421:محمد محمد تامر، الناشر دار الكتب العلمية، سنة النشر.د: أحاديثه وعلق عليه .263ص

.المصدر السابق والصفحة: أنظر) 50(, مكان النشر بيروت, دار المعرفة: الناشر, البحر الرائق شرح كنز الدقائق, هـ970زين الدين المتوفى سنة , ابن نجيم الحنفي: أنظر) 51(سنة النشر , دار الكتب اإلسالمي: الناشر, تبين الحقائق شرح كنز الدقائق, فخر الدين عثمان بن علي الحنفي, والزيلعي. 138ص/2ج

, هـ1078عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو شيخي زاده سنة الوفاة , والكليبولي. 209ص/1ج, مكان النشر القاهرة, هـ1313

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

179

هـ 1419سنة النشر , دار الكتب العلمية: الناشر, تحقيق خرح آياته وأحاديثه خليل عمران المنصور, مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر .1/238ج, بيروت/ كان النشر لبنانم, م1998 -تحقيق , االستذكار الجامع لمذاهب فقهاء األمصار, )هـ463: ت(أبو عمر يوسف بن عبد اهللا القرطبي , عبد البر النمري: أنظر) 52(

أبو , ردىوالماو . 233ص/2ج, مكان النشر بيروت, م2000سنة النشر , دار الكتب العلمية: الناشر, محمد علي معوض-سالم محمد عطاعبد اهللا بن أحمد بن قدامة , وابن قدامة . 820_ 817ص/2ج, دار الفكر ـ بيروت: دار النشر, كتاب الحاوى الكبير للماوردى, الحسن

.91ص/2ج, ه1405الطبعة األولى ، , بيروت –دار الفكر : الناشر, المغني في فقه اإلمام أحمد بن حنبل الشيباني, المقدسي أبو محمد . 43: ة النساءسور ) 53(إسناده صحيح على شرط : قال شعيب األرنؤوط . 202ص/16، ج)7219: (رواه إبن حبان، صحيح ابن حبان، رقم الحديث) 54(

: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، الناشر : ورواه الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، المعجم الكبير، تحقيق . البخاريورواه في المعجم . 97ص/ 2، ج)1430: (م، رقم الحديث1983 –ه1404 الموصل ـ العراق، الطبعة الثانية ، –وم والحكم مكتبة العل

محمد شكور محمود الحاج : المعجم الصغير، سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، تحقيق -الروض الداني ) الطبراني(الصغير. 52ص/ 2، ج)765: (م، رقم الحديث1985 –ه 1405بيروت، عمان، الطبعة األولى، –دار عمار المكتب اإلسالمي، : أمرير،الناشر

عبد ,طارق بن عوض اهللا بن محمد : ، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المعجم األوسط، تحقيق )الطبراني(ورواه في األوسطإن اهللا عز و جل عفا لهذه : ((، بلفظ)2137: (ه، رقم الحديث1415، القاهرة -دار الحرمين : المحسن بن إبراهيم الحسيني، الناشر

، رقم ))وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه: ((ورواه بلفظ.331ص/ 2، ج))األمة عن الخطإ والنسيان وما استكرهوا عليه .161ص/8، ج)8273: (الحديث

تيسير فائق أحمد محمود، . د: ركشي أبو عبد اهللا، المنثور في القواعد، تحقيق الزركشي، محمد بن بهادر بن عبد اهللا الز : أنظر) 55( .123ص/ 2، ج1405الكويت، الطبعة الثانية ، –وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية : الناشر

92: سورة النساء) 56( م، بيروت ـ 1996 - هـ 1417لفكر، سنة النشر ، التقرير والتحرير في علم األصول، الناشر دار ا.هـ879ابن أمير الحاج ت : أنظر) 57(

247ص/ 2لبنان، ج . 106: سورة النحل) 58( ).54(هامش رقم: سبق تخريجه) 59(، إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول، )هـ1250: المتوفى (الشوكاني، محمد بن علي بن محمد الشوكاني : أنظر) 60(

دار الكتاب : الشيخ خليل الميس والدكتور ولي الدين صالح فرفور، الناشر: كفر بطنا، قدم له -دمشق الشيخ أحمد عزو عناية ،: تحقيق .23، ص1م، ج1999 -هـ 1419الطبعة األولى : العربي، الطبعة

مع (ق في أنواء الفروق هـ، الفروق أو أنوار البرو 684القرافي، أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي القرافي سنة الوفاة : أنظر) 61( .260ص/2م، بيروت ـ لبنان، ج 1998 -هـ 1418، تحقيق خليل المنصور، الناشر دار الكتب العلمية، سنة النشر )الهوامش

. 286: سورة البقرة) 62(مسند اإلمام أحمد بن , أحمدورواه اإلمام .246ص/ 1، ج)1099: (باب سور الهرة ، رقم الحديث)268(رواه البيهقي، سنن الكبرى،) 63(

.211ص/ 37، ج)22528: (حنبل، رقم الحديث . 78: سورة الحج) 64( .185: سورة البقرة) 65( ).2(سبق تخريجه هامش رقم) 66( . 1306ص/ 3، ج)3367: (باب صفة النبي صلى اهللا عليه وسلم، رقم الحديث) 20(كتاب المناقب، ) 65(رواه البخاري، ) 67(

باب مباعدته صلى اهللا عليه وسلم لآلثام واختياره من المباح أسهله وانتقامه هللا عند انتهاك حرماته، ) 20(الفضائل، ) 44(ومسلم، .80ص/ 7، ج)6190: (رقم الحديث

2017 ����ان ،1: ا���د ،1: ا����� ا����� ار��-ج�ن ج���� ����

180

.216ص/ 1القرافي، أنوار البروق في أنواء الفروق، ج: أنظر) 68( الفيروزآبادي ، محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، أبو طاهر، مجد : أنظر. دة الغداة البار : والسبرة بالفتح : السبرات) 69(

.517القاموس المحيطص) هـ 817ت (الدين الشيرازي الفيروزآبادي، .7ص/ 2العز بن عبد السالم، قواعد األحكام في مصالح األنام، ج: أنظر) 70(وابن نجيم زين . 310ص/3ج, الطبعة األولى, دار الكتب العلمية, أحكام القران, اهللا األندلسيمحمد بن عبد , ابن العربي: أنطر) 71(

, دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان: الناشر -على مذهب أبي حنيفة النعمان -األشباه والنظائر , )هـ970-926(العابدين بن إبراهيم .84- 83ص, م1980=هـ1400

.28: سورة النساء) 72( .7: سورة الحجرات ) 73( طه عبد الرءوف سعد، : ابن القيم، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد اهللا، إعالم الموقعين عن رب العالمين، تحقيق : انظر )74(

.3ص/3م، ج1973بيروت ، -دار الجيل : الناشر رواه . 2201ص/ 5، ج)5523(باب الجلوس على الحصير ونحوه، رقم الحديث) 42(كتاب اللباس، ) 80(رواه البخاري، ) 75(

.188ص/ 2، ج)1863: (باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل، رقم الحديث) 30(صالة المسافرين، ) 7(مسلم، . 249، ص1، ج)673: (مامه إذا طول، رقم الحديثباب من شكا إ) 35(كتاب الجماعة واإلمامة، ) 15(رواه البخاري، ) 76(

.41ص/2، ج)1068: ( باب القراءة في العشاء، رقم الحديث) 36(الصالة، ) 5(ورواه مسلم، . 244ص/1ج, اإلعتصام, )هـ790: المتوفى (إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي , الشاطبي: أنظر) 77(

.235 - 233ص/2ج, موافقاتال, والشاطبي .233ص/2ج, الموافقات, الشاطبي: أنظر)78(

, ه1403سنة النشر , الناشر دار الكتب العلمية, األشباه والنظائر, )ه911ت (عبد الرحمن بن أبي بكر , السيوطي: أنظر (79)الطبعة , دار الكتب العلمية: الناشر , األشباه والنظائر , تاج الدين عبد الوهاب بن علي ابن عبد الكافي السبكي, والسبكى. 84ص,بيروت .85ص, األشباه والنظائر , ابن نجيم . 55ص/1ج, م1991 -هـ 1411األولى

.85ص, األشباه والنظائر, وابن نجيم . 77ص,األشباه والنظائر: السيوطي) 80( .59ص/1ج, األشباه والنظائر, والسبكى). 83ص, األشباه والنظائر: السيوطي) 81(األقمار المضيئة شرح القواعد , عبد الهادي ضياء الدين بن محمد بن القاسم, وأهدل. 85ص, األشباه والنظائر, ابن نجيم: أنظر) 82(

. 118ص: 1986, مكتبة جدة, الفقهية .33سورة األعراف ) 83(أنور : تحقيق , مجموع الفتاوى, )هـ728: المتوفى (تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني , ابن تيمية : أنظر) 84(

.471ــ 470ص/14ج, م2005/هـ 1426الثالثة، : الطبعة, دار الوفاء: الناشر, عامر الجزار -الباز كتاب الوصايا، باب ما يكره من التنازع واإلختالف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه، ) 59(رواه البخاري، صحيح البخاري ، ) 85(

بو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، صحيح مسلم رقم ومسلم، أ. 1104، ص3، ج)2873: (رقم الحديث .141ص/ 5ج ، )4623: ( الحديث

.....................................................................................................